الحروف الجارة
  تقول في الأمر (قم فأقوم) وفي النهي (لاتقم فأقوم). وفي الاستفهام (أتقوم فأقوم؟)، والتمني (ليتك تنزل فأكرمك) والعرض (ألا تحسن فأشكرك) والجحد في قولك (ما تأتينا فنحدثك).
  و (الواو): ومعناها الجمعية وتنصب في جواب الأشياء الستة كما ذكرنا في الفاء تقول في الأمر (قم وأقوم) وفي النهي (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) والاستفهام (أتقومُ وأقوم؟) وفي التمني (ليتك تخرج وأخرج معك) وفي العرض (ألا تنزل وتصيب خيرا) والجحد (ما قمت وأقوم وما تأتينا وتحدثنا).
  (أو) ولها معنيان: أحدهما: أن يكون ما بعدها غاية لما قبلها فتكون بمعنى (إلى أن) في مثل قولك أنتظرك أو تأتيني) بمعنى إلى أن تأتيني.
  وثانيها: بمعنى إلا أن كما قال سيبويه؛ في نحو قولك (لألزمنك أو تعطيني حقي) بمعنى إلا أن تعطيني حقي. والمعنى فيها متقارب واعلم أن هذه الحروف إنما تعمل النصب في الأفعال بواسطة (أن) وهي بالإضافة إلى إظهار (أن) وإضمارها معها على ثلاثة أقسام. قسم يجب إظهارها معه وهو مع حروف النفي، في مثل قوله تعالى {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}[الحديد: ٢٩] وإنما وجب إظهارها مع حروف النفي حذرا من إقحام (اللام) على حرف النفي وقسم يمتنع إظهارها معه وهي (لام) الجحود، في مثل قولك (ما كنت لأقوم) فرقاً بينها وبين لام (كي) وقسم يجوز إظهارها معه، وهو الواو، والفاء، ولام كي في مثل قولك يعجبني (خروجك وتقوم، وأن تقوم) و (يعجبني قعودك وأقوم وأن أقوم) و (خرجت لتخرج وأن تخرج) وهكذا في سائرها في الحروف الناصبة للفعل.
  (قال الشيخ: ومنها ثمانية عشر حرفاً تجر الاسم وتوصل إليه معنى الفعل وهي (من وإلى وفي واللام في أحد أقسامها، والباء، ورب وفاؤها وواها، وعن وعلى في أحد أقسامها وكاف التشبيه، ومذ، ومنذ لمعنى الزمان الحاضر وحتى بمعنى إلى، واوا والقسم، وتاؤه، وحاشا في الاستثناء، وخلا وعدا في أحد الوجهين، كلها تدخل على المعرفة والنكرة سوى رب، وكلها تكون في أول الكلام وآخره إلا رب، وكلها تدخل على الظاهر والمضمر