الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الجارة

صفحة 295 - الجزء 1

  غاية الشيء هو حده ومنقطعه.

  (حتى) لانتهاء الغاية كمعنى (إلى) لكنها تفارقها بأمور ثلاثة:

  أولها: أن مجرورها يجب فيه أن يكون آخر جزء من الشيء أو يلاقي ذلك الشيء في مثل قولك (أكلت السمكة حتى رأسها) و (نمت البارحة حتى الصباح) ولا يلزم ذلك في (إلى) وإنما وجب ذلك في (حتى) لأن الفعل المعدى بها، الغرض فيه أن يتقضى شيئا فشيئا حتى تأتي على آخره.

  وثانيها: أن من حكمها أن يدخل ما بعدها فيما قبلها بخلاف (إلى) كما قدمنا ذكره فلهذا فإن في مسألتي (السمكة والبارحة) قد أكل الرأس ونيم الصباح.

  وثالثها: أنها لا تدخل على مضمر خلافاً للمبرد، فلا تقول (حتاه وحتاك) كما تقول (إليه، وإليك).

  وأقسامها أربعة لانتهاء الغاية هاهنا، وبمعنى (كي) كما قدمنا،