الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

الحروف الجارة

صفحة 298 - الجزء 1

  (على): ومعناها الاستعلاء وقد يكون حقيقة في مثل قولك (ركبت على الفرس) وقوله تعالى {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ}⁣[المؤمنون: ٢٨] ويكون مجازاً في مثل قولك (فلان علينا أمير).

  و (الفلان علي دين) ويكون اسماً في نحو قوله:

  غدت من عليه بعد ما تم. ظمؤها

  أي من فوقه. (عن): ومعناها البعد والمجاوزه، وقد تكون حقيقة في مثل (رميت عن القوس) و (خرجت عن البلد) وتكون مجازا في نحو قولهم (كساه عن العري) و (أطعمه عن الجوع) كأنه جعل الجوع والعري عنه متباعدين.

  وتكون اسماً إذا دخل عليها حرف الجر كقوله:

  فقلت للركب لما أن علابهم ... من عن يمين الحُبَيّا نظرة قبلُ

  (كاف التشبيه): ومعناها تشبيه الشيء بغيره في مثل قولهم (فلان كالأسد) وقد تكون اسماً في مثل قوله (يضحكن عن كالبرد المنهم)

  (مذ ومنذ): وهما حرفان إذا كانا للزمان الحاضر بمعنى (في) تقول (ما رأيته مذ اليوم والليلة) أي في هذا اليوم وفي هذه الليلة، ومعناها ابتداء الغاية في الزمان فتجر بهما هاهنا. وقد يكونان اسمين إذا كان للزمان الماضي تقول (ما رأيته مذ يومان ومنذ ليلتان) فترفعهما على الابتداء والخبر، فهذا هو الكلام على ما يكون حرفا واسما.