حروف الجواب
  كانت نظيرة (بل) تقول (جاءني زيد لكن عمرو لم يجيء) و (ما جاء خالد لكن بكر جاء) فهذه جملة الكلام في حروف العطف، وليس في شيء منها خلاف في كونه حرف عطف إلا في ثلاثة أحرف منها: أحدهما: (إما) فإن الفارسي، ذهب إلى أنها ليست بحرف عطف.
  وثانيها: (لكن) فإن يونس وقد ذهب بأنها ليست بحرف عطف.
  وثالثها: (بل) فبعض النحاة يذهب أيضاً إلى أنها لا تكون عاطفة والجمهور من النحاة ذهبوا إلى أن العشر كلها عاطفة.
  وأما الموضع الثاني: وهو كيفية العطف بها، فاعلم أن العطف بها واقع على وجهين أحدهما: عطف المفرد على المفرد وثانيهما: عطف الجملة على الجملة وتفصيلها يرجع إلى أمور ستة أولها: عطف الاسم على الاسم في مثل قولك (قام زيد وعمرو). وثانيها عطف الفعل على الفعل في نحو قولك (زيد قام وقعد). وثالثها عطف الجملة الاسمية على الاسمية في مثل قولك (زيد قائم وعمرو منطلق). ورابعها عطف الجملة الفعلية على الفعلية في مثل قولك (قام زيد وقعد عمرو). وخامسها: عطف الجملة الاسمية على الفعلية في مثل قولك (قام زيد وعمرو خارج) وسادسها: عطف الجملة الفعلية على الاسمية في مثل قولك (زيد قام وخرج أبوه) ويجمع هذه الوجوه كلها، أنك في المفرد تجمع بين الرجلين في القيام، وبين الفعلين في إسنادهما إلى زيد، وفي الجملة تجمع بين مضموني الجملتين في الحصول فهذه كيفية العطف بالحروف.
  (قال الشيخ: ومنها ستة للجواب وهي «نَعم، وبلى، وإي وجير في القسم، وأجل، وإن في أحد أقسامها»).
  قال السيد الإمام:
  إنما سميت حروف تصديق وجواب لأنها موضوعة لتصديق المتكلم في كلامه، وجواب لحديثه وهي تشمل على موضعين.