الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

المفعول به

صفحة 348 - الجزء 1

  والمختار هو الأول وهو المذهب البصري الذي عليه الجماهير، ويدل أن الفعل عامل بنفسه وهو المقتضي له، فيجب أن يكون هو المؤثر في نصبة بانفراده.

  أقسام المفعول به:

  الفائدة الثانية: في تقسيمه، وله تقسيمات ثلاثة:

  التقسيم الأول: باعتباره في نفسه إلى صريح وغير صريح.

  فالصريح على ثلاثة أضرب، متعد عامله إلى مفعول واحد كقولك (ضربت زيداً وأكرمته) وضرب متعد على اثنين متفقين كقولك (علمت زيداً أبانا).

  ونريد الاتفاق أن كل منهما الآخر، ومختلفين كقولك (أعطيت زيداً درهماً وكسوته جبة) ونعني باختلافهما أن كل واحد منهما غير الآخر، وضرب متعد إلى ثلاثة كقولك (أعلمت زيداً عمراً قائماً) ولا يزيد التعدي على هذه الثلاثة وغير الصريح ضربان: ضرب لا يتعدى عامله إليه إلا بحر الاطراد كقولك (مررت بزيد ونزلت على عمرو) وضرب يتعدى تارة إليه بنفسه وتارة بحرف جر وهي أفعال قليلة مسموعة كقولك (شكرت زيداً وشكر ونصحته، ونصحت له) وغير ذلك مما هو مقصورا على السماع.

  التقسيم الثاني باعتبار عامله وهو على ثلاثة أوجه. الأول: ظاهر بكل حال وهذا هو الأكثر والأشهر لأن وضع الكلام على البيان كقولك (ضربت وأكرمت وخاطبت زيدا) الثاني: يستعمل إظهاره وإضماره كقولهم لرائي الرؤيا (خيرا) أو (شرا) وقولهم عند رؤية الهلال (الهلال والله) ولمن يسدد سهما (القرطاس والله) فهذه الأمور كلها منصوبة بأفعال يجوز إظهارها و إضمارها، فتقول (رأيت الهلال) و (أصبت القرطاس) و (رأيت خيرا).

  الثالث: لازم إضماره بكل حال وذلك في المنادى في مثل قولك (يا عبد الله، يا طالعاً جبلاً ويا راكباً) فإن هذا وما أشبهه منصوب بإضمار أنادي عبد الله، ولكنهم