الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

النوع الثاني: أفعال القلوب

صفحة 386 - الجزء 1

  وأما (قول الشيخ (غالبا) في أفعال المقاربة فمحترز به عن قول الشاعر: وما كدت آيباً و (عسى الغوير أبؤساً) وقوله ثانياً يظهر النصب في أخبارها غالباً إذا كان مفرداً في الثلاثة عشر يحترز به عن ما كان معتلاً من الأسماء.

النوع الثاني: أفعال القلوب

  قال الشيخ: (ومنها نوع ثان ينصب المبتدأ والخبر جميعاً، ولا يجوز الاقتصار على أحدهما، وذلك أربعة عشر فعلا، و هي «علمت و رأيت، و وجدت، و ظننت، و حسبت وخلت و زعمت، و نبئت، و أنبئت، و أريت، و أعلمت، وحدثت، و خبرت، و أخبرت» كل هذه إذا وقعت أولاً و ليس بعدها حرف استفهام و لا لام ابتداء، ولا شيء يمنع من العمل في اللفظ، فإنها تنصب الاسمين هي وما يتصرف منها نحو (علمت زيداً قائما وإن وقعت وسطا بين الاسمين جاز وجهان الإعمال والإلغاء، والإعمال أجودهما تقول (زيداً علمت قائماً، و زيد علمت قائم)، وإن وقعت أخيراً جاز أيضاً وجهان، أجودهما الإلغاء فتقول (زيد قائم علمت، وزيداً قائماً علمت) وكذلك الباقي، و كل ما جاز أن يقع خبرا لكان وأخواتها من مفرد و جملة وظرف جاز أن يقع مفعولاً ثانياً لهذه الأفعال و كلها لا يجوز الاقتصار فيها على أحد المفعولين ويجوز تركهما جميعا ولا يجوز ترك أحدهما).

  قال السيد الإمام: وهي مشتملة على ثلاث فوائد.

  الفائدة الأولى: في معناها وذكر صيغها: أما معناها «فهو ما وضع لتقرير المفعول على صفة» تقول (علمت زيداً قائماً) و (ظننت زيداً قائماً) فلابد من ذكر قائم؛ لأن وصفها يقتضي ذلك كما ذكرنا، وأما بيان صيغها فهي أربعة عشر (علمت، ورأيت، ووجدت، وظننت، وحسبت، وخلت، وزعمت، ونبئت، وأنبئت، وأريت،