النوع الثاني: أفعال القلوب
  وحدثت، وأعلمت، وخبرت، وأخبرت) فكل هذه الأفعال تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما، وكل ما جاز أن يكون مبتدأ من المعرفة والنكرة جاز أن يقع مفعولاً أولاً، وكل ما جاز أن يكون خبراً للمبتدأ من المفرد والجملة جاز أن يقع مفعولاً ثانياً، وكل ما جاز في المبتدأ والخبر من التقديم والتأخير والحذف جاز في هذين المفعولين، لأن المبتدأ والخبر هما الأصل والقاعدة فيهما.
  الفائدة الثانية في قسمتها، ولها تقسيمات ثلاثة:
  التقسيم الأول: باعتبارها في أنفسها إلى أربعة، إلى ما يكون موضوعاً لليقين وهي (علمت ورأيت ووجدت) وإلى ما يكون موضوعاً للشك وهي (ظننت وحسبت وخلت) وإلى ما يكون متردداً بين الاعتقاد والظن وهو (زعمت) (وإلى ما يكون مستنداً إلى أحدهما كقولك (أخبرت وخبرت وسائرها). التقسيم الثاني: باعتبار صيغها إلى ما يكون مبنياً لما سمى فاعله، وهي السبعة الأول: و هي (علمت وظننت) وسائرها، وإلى ما يكون مبنيا لما لم يسم فاعله وهي السبعة الأخيرة وهي (نبئت وأنبئت) إلى آخرها.
  التقسيم الثالث: باعتبار معناها إلى ما يكون لها معنى آخر يقتضي به مفعولاً واحداً وإلى ما لا يكون كذلك فالأول: نحو (علمت) فإنه قد يأتي بمعنى (عرفت) و (وجدت) بمعنى (أصبت)، و (رأيت) بمعنى أبصرت، (وظننت) بمعنى اتهمت. والثاني: (حسبت وخلت وزعمت) لا يخرج عن اقتضاء مفعولين.