الأفعال المتعدية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا
  من العمل في اللفظ، وإنما وجب تعليقها مع هذه الأحرف؛ لأن ا صدر الكلام، فلا يعمل فيها عامل متقدم.
  الخاصة الرابعة: أنه يجوز الجمع فيها بين ضميري الفاعل والمفعول، تقول (علمتني منطلقا) و (ظننتني قائما) و (وجدتك فعلت كذا) ولا يسوغ ذلك في غيرها فلا تقول (أكرمتني و لا ضربتك) و إنما ساغ ذلك فيها؛ لأن علم الإنسان و ظنه بأحوال نفسه قبل علمه و ظنه بأحوال غيره و أكثر تحقيقاً.
  الخاصة الخامسة: أن (أن) المشددة إذا وقعت بعد هذه الأفعال سدت مد المفعولين، تقول (ظننت أن زيدا منطلق) و (علمت أنك سائر) وإنما ساغ ذلك لأن وضع هذه الأفعال لتقرير الفعل على الصفة، فلما كان من حق (أن) المشددة أن يكون لها اسم وخبر، حصل المقصود من وضع هذه الأفعال فلم تحتج إلى زيادة، وذكر الزمخشري في مفصله أن المفعول الثاني محذوف وتقديره (ظننت سيرك حاصلاً)، ومع هذا التوجيه الذي ذكرناه لا يحتاج إلى هذا المحذوف.
  النوع الثالث: الأفعال المتعدية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً.
  (قال الشيخ: ومنها نوع ثالث يتعدى إلى اثنين فينصبهما ويجوز الاقتصار على أحدهما وهو كل ما كان المفعول الثاني فيه غير الأول، مثل (أعطيت زيداً درهما) و (آتيت عَمْراً مالاً) و (أوليته خيراً) و (كسوت خالد اً جبة) ويلحق بهذا (استغفرت الله ذنباً) و (اخترت الرجال عمراً) ولا تلغى هذه الأفعال عن العمل تقدمت أو توسطت أو تأخرت).
  قال السيد الأمام:
  هذا النوع يتعدى إلى مفعولين كل واحد منهما مغاير للآخر وذلك نحو (أعطيت زيداً درهماً) وكسوت عمراً جبة) ويشتمل على فائدتين:
  الفائدة لأولى في كيفية عملها وهي في العمل على ثلاث مراتب: