الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

النوع الرابع: المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل

صفحة 390 - الجزء 1

  المرتبة الأولى: تقتضي بنفسها مفعولين متغايرين وذلك نحو (كسوت زيدا جبة) و (وهبته مالا ونحلته عطية) فهي تقتضيهما بصريحها من غير زيادة.

  المرتبة الثانية: يقتضي بصريحها مفعولاً واحداً ثم تعدى بالهمزة إلى مفعول (ثان) وذلك نحو أعطيت فإنك تقول (عطوت زيداً) إذا تناولته ثم تعديه بالهمزة إلى مفعول ثاني فنقول (أعطيته درهما) المرتبة الثالثة يقتضي تصريحها مفعولاً واحداً ثم إلى الثاني بحرف جر ثم يتسع فيه فيحذف تقول (استغفرت الله ذنبا) (واخترت الرجال عمرا) وأصله من الذنب ومن الرجال فاتسع بحذفه فلهذا تعدي الفعل إلى مفعولين قال الله تعالى: (واختار موسى قومه سبعين رجلاً) الفائدة الثانية: في ذكر أحكامها وهي ثلاثة أولها: أنه يجوز حذف أحد المفعولين دون الآخر فتقول (أعطيت زيداً وأعطيت درهماً) ويجوز طرحهما جميعاً فتقول (أعطيت) وتسكت عند ذكرهما وثانيهما: أنه لا يجوز إلغاؤها عن العمل لأن المفعولين لا يمكن استقلالهما بأنفسهما بعد قطعهما عن العمل فيهما لما لم يكن أصلهما المبتدأ والخبر وثالثها: أنه يجوز إعمالها مع تقديهما وتأخيرها وتوسطها لأن لها حظ التصرف فكان لها العمل في كل حال.

النوع الرابع: المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل

  (قال الشيخ: ومنها نوع رابع يتعدى إلى ثلاثة مفعولين فينصبها و هي سبعة أفعال (أعلم، وأرى، و أنبأ، و نبأ، و أخبر، و خبر، وحدث) تقول (أعلمت زيداً عمراً قائما) وكذلك الباقي، و هي عاملة أبداً تقدمت أو توسطت أو تأخرت، و تقع موقع المفعول الثالث من هذه الأفعال ما يقع موقع المفعول الثاني من مفعولي ظننت وأخواتها مثل (أعلمت زيداً عمراً قائماً) و (أعلمت زيداً عمراً قام أبوه) و (أعلمت زيداً عمرا يقوم أبوه) و (أعلمت زيداً عمراً أبوه قائم) و (أعلمت زيداً عمراً في الدار) و (أعلمت عمرا زيدا عند أبيك) و كذلك الباقي).

  قال السيد الإمام: هذا النوع من الأفعال يتعدى إلى ثلاثة مفعولين، تقول (أعلمت زيداً عمراً قائماً) وفيها فائدتان:

  الفائدة الأولى: في كيفية عملها وهي في عملها على ثلاث مراتب: