النوع الخامس المتعدي لمفعول واحد
النوع الخامس المتعدي لمفعول واحد
  (قال الشيخ: ومنها نوع خامس يتعدى إلى مفعول واحد فينصبه، وهي أفعال الحواس الخمس، وما جرى مجراها مثل (أبصرت زيداً) و (شممت الريحان) و (ذقت الطعام) و (لمست الثوب) و (سمعت القراءة) و لا تلغي هذه الأفعال عن العمل تقدم معمولها أو تأخر).
  قال السيد الإمام: هذا النوع من الأفعال وما شاكله من المتعدي إلى واحد مشتركة في وجوب نصب المفعول به، وهو يشتمل على فائدتين:
  الفائدة الأولى: في قسمة الأفعال المتعدية إلى واحد. واعلم أن كل ما كانت عقليته من الأفعال متوقفة على ذكر متعلق واحد لا غير، فهو المتعدي إلى واحد فقط وهي منقسمة إلى أفعال الحواس الخمس، وإلى غير ذلك، فأفعال الحواس نحو (ذقت ولمست وأبصرت وسائرها) وغير أفعال الحواس على نوعين: أحدهما: أن يكون حقيقيا كضربت وقبلت وغير حقيقية كخاطبت وحدثت كما قدمنا شرحه.
  الفائدة الثانية: في ذكر حكمه و له أحكام ثلاثة: أحدها: أنه يجوز طرحه، وإنما جاز طرحه لأنه فضلة في الكلام تستقل الفائدة من دونه، وثانيها: أنه يجوز تقديمه وتأخيره كسائر مفعولات الأفعال المتصرفة. وثالثها: أنه لا يجوز إلغاؤه، لأن الإلغاء إنما يثبت حيث تكون الجملة مستقلة كلاماً، فأما المفرد فلا يستقل كلاما على حال.
النوع السادس: ما يتعدى بواسطة من حرف جر أو غيره
  (قال الشيخ: ومنها نوع سادس يتعدى بواسطة من حرف جر أو غيره مثل (مررت بزيد ونزلت على عمرو) فهذا مفعول مجرور في لفظه منصوب في تقديره يدل على ذلك أنه يجوز أن تعطف عليه بالمنصوب فتقول (مررت بزيد و عمرو و عمراً)، ويلحق بهذا ما يتعدى تارة بنفسه، وتارة بحرف جر مثل شكرت لزيد، و شكرت زيدا، وكلت له وكلته، و وزنت له و وزنته و رجعت إليه و رجعته).
  قال السيد الإمام: هذا النوع يتعدى بواسطة حرف الجر نحو قولك (مررت بزيد ونزلت على عمرو) وفيه فائدتان:
  الفائدة الأولى: في تقسيم المفعول بحرف الجر. واعلم أنا قد ذكرنا من قبل أسباب التعدية، وذكرنا من جملتها حرف الجر، وأنه مسلط الفعل على الاقتصار