فعل التعجب
  معرفتان كانت المعرفتان مرفوعتين، و كانت المعرفة الأولى بالألف واللام التي للجنس، أو بالمضاف إلى ذلك مثل (نعم العبد عبد الله) و (بئس الغلام غلامُ فلان) و إن كان أحدهما نكرة، و الآخر معرفة، نصبت النكرة، و رفعت المعرفة مثل (نعم عبداً عبد الله) و (بئس غلاماً غلام زيد) و إذا كان فاعلهما مؤنثاً جاز تذكير الفعل و تأنيثه، خلافاً للأفعال مثل (نعمت الجارية جاريتك) و (نعم الجارية جاريتك) و في كل واحد منهما أربع لغات (نعم ونعم، ونعم ونعم) وحبذا ترتفع بعدها المعرفة، و تنتصب النكرة على التمييز إن كان جنساً، و على الحال إن كانت مشتقة مثل (حبذا رجلاً زيد) و (حبذا قائماً زيد) و كذلك المؤنث نقول (حبذا امرأة هند، وحبذا قائمة هند) و لا تعمل هذه الأفعال الستة في مصدر ولا ظرف و جميع ما ذكرناه لعدم تصرفها في نفسها فلم تتصرف في معمولها، و في الظرف خلاف، ولا يتقدم معمولها عليها).
  قال السيد الإمام:
  اعلم أن الشيخ قد ذكر هذا النوع وضمنه جميع الأفعال التي لا تتصرف، و نحن نرى تنويعها إلى أنواع ثلاثة ونردفها بالأنواع السابقة ونجعل هذا النوع مرسوماً لفعل التعجب وبيان خصائصه وهو مشتمل على ثلاث فوائد.
  الفائدة الأولى: في معنى التعجب وذكر صيغه: أما حقيقته فهي الصيغة الإنشائية الدالة على حصول أمر مستظرف فقولنا هي الصيغة عام فيه وفي غيره، وقولنا الإنشائية يخرج من قولنا تعجبت من زيد فإن هذا خبر وليس من التعجب الذي تصدينا لكشفه و إيضاحه؛ لأن الذي نريد ذكره هو الإنشاء الذي لا يحتمل صدقاً ولا كذباً، و قولنا الدالة على حصول أمر مستطرف، يخرج عنه سائر الأمور الإنشائية التي لا تدل على مثل هذا (كنعم وبئس) وسائر الأمور الإنشائية كقولنا (ما أحسن زيداً) فإن هذه الصيغة دالة على ما قلناه فيجب أن يكون تعجباً، فهذه حقيقته. وأما بيان صيغه، فله صيغتان.
  الصيغة الأولى: قولنا (ما أفعله) نحو (ما أكرم زيداً) ومعناه شيء جعله كريماً، وذلك الشيء هو ما نشاهد من حسن صنائعه وحميد شيمه، فهو الذي جعله كريماً، ويحكى أن بعض تلامذة المبرد، قدم بغداد فأخطر بحلقة أحمد بن يحيى ثعلب،