النوع الثالث: الصفة المشبهة باسم الفاعل
  من النحاة، واعتل في ذلك بعلتين، إحداهما: أن الحسن مضاف إلى الوجه، وهو له في الحقيقة فكأنه أضاف الشيء إلى نفسه، وهذا خطأ لأنه لو كان ما ذكره حقاً لامتنع قوله هذا رجل حسن وجه لأن ما ذكره حاصل فيه ولا شك في حوازها. وثانيهما: أن الحسن مضاف إلى الوجه، والوجه مضاف إلى ضميره، فكأنه مضاف إلى نفسه وهذا أيضا خطأ، لأنه لو امتنع هذا لامتنع قولنا مررت برجل ضارب غلامه، وما ذكره حاصل فيه وهي جائزة بلا إشكال، وأما سيبويه فقد سو واحتج على الجواز بقوله:
  أقامت على ربيعهما جارتا صفا ... كميتا الأعالي جونتا مصطلاهما
  فهي غير قولنا مررت برجل حسن وجه، وهي مسألة الخلاف، لأن الجونتين صفة للجارتين والجونتان مضافتان إلى معمولهما وهو المصطلى المضاف إليهما، فإذا الوجه جوازها كما ذكره سيبويه.
  القائدة الرابعة: في أحكامها، ولها أحكام خمسة:
  أولها: أن كل موضع رفعت فيه بالصفة، فلا ضمير فيها، لأنه لا يكون لها فاعلان، فعلى هذا يجب إفرادها في موضع التثنية والجمع فنقول (مررت برجلين كريم أبواهما) و (برجال كريم آباؤهم) وكل موضع نصبت فيه بالصفة علي التشبيه بالمفعول أو على التمييز كقولك (مررت برجل حسن الوجة، وحسن وجها) ففيهما ضمير عائد إلى الموصوف، فعلى هذا يجوز تثنيتهما وجمعها، فتقول (مررت برجلين حسنيين وجها، وبرجال حسنين وجوها) وهكذا كل موضع جررت فيه بالإضافة كقولك مررت برجال حسني وجوه، وأعجبني رجلان عفيفا يد.
  وثانيهما: أن كل موضع من هذه الصفات رجع الضمير منها أو من معمولها إلى موصوفها كقولك (مررت برجل حسن وجها، وحسن وجهه) فهي قوية، وكل