الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

ما يعمل عمل المشتق وليس بمشتق

صفحة 426 - الجزء 1

  وقع صلة، ومثال إذا وقع حالاً في مثل قولك (زيد عندك في الدار ضاحكاً يعجبني) فضاحكاً حال من الضمير الحاصل في الظرف لأنه واقع في موضع الحال، فعملت الحال في مثلها هاهنا، فصار هذا النوع عاملاً فيما ذكرناه كما ترى.

  النوع الثاني الأسماء المضافة: إضافة معنوية إما بمعنى اللام كقولك (سرج الدابة، وغلام زيد، وخاتمه و غلام، رجل، وثوبه ودابته)، وأما بمعنى (من) كقولك (ثوب خز وباب ساج وخاتم فضه وسوار ذهب) وأما بمعنى (في) كقولك (مكر الليل، وضرب اليوم)، فالعامل في المضاف إليه إنما هي الحروف المقدرة. إما (اللام أو من أو في) بواسطة المضاف وقد قدمنا ذكر الخلاف في العامل في المضاف إليه فلا حاجة إلى إعادته، وهذا النوع مخالف للأول، لأن النوع الأول عمله النصب، وإنما عمل فيه لنزوله منزلة المشتق، وإن لم يكن مشتقا على الحقيقة وهذا عمله الجر، وإنما عمل بواسطة الحرف المضمر وهو أحد الحروف الثلاثة فإذا عرفت أن العامل مضمر كما حققناه كان عمله ضعيفاً، ويتفرع على ضعفه أمران: أحدهما: أنه لا يجوز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بشيء فلا يجوز أن تقول (لقيت غلامَ والله زيد) و لا (لبست خاتم والله فضة) فلمكان ضعف عمله لم يجز أن يفصل بينه وبين معمولة بغيره، ولكونهما أيضاً بمنزلة الشيء الواحد، وقد أجازوا الفصل بالظرف لسعته في مثل قولك (لقيت غلام الليلة زيد)، و (لبست خاتم اليوم فضة) لكثرته في كلامهم.