تقسيم الصفات
  كقولك فعل زيد الفاسق والخبيث، فأفادت هذه مجرد التحقير والذم كما ذكرنا. وخامسها التأكيد كقولك: أمس الدابر، {نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣}[الحاقة]، فلم يُستفد بذكرها من الصفة إلا من مجرد التأكيد، لأن قولنا أمس يفهم منه أنه في دبر اليوم، وقولنا نفخة يفهم منه الواحدة، فلم يحصل منها إلا ما كان مفهوما قبل ذكرها فلهذا كانا للتأكيد لا غير.
  وأما الموضع الثاني: وهو في تقسيم الصفات، فاعلم أنها منقسمة باعتبارات ثلاثة:
  التقسيم الأول: باعتبارها في نفسها إلى مفرد وجملة، فالمفرد على وجهين مصدر وغير مصدر، فغير المصدر نحو قولك (مررت برجل طويل وبرجل عاقل)، والمصدر نحو قولك (مررت برجل صدق ورجل عدل وزور رض)، والجملة على وجهين خبرية وغير خبرية، فالخبرية يوصف بها وهو القياس. وهي نوعان اسمية كقولك (جاءني رجل أخوه القائم، ورجل أبوه منطلق)، وفعلية نحو قولك (مررت برحل قام أبوه، وينطلق أخوه) وغير الخبرية نحو قولك (مررت برجل قل ما شئت)، ونحو قولهم (جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط) والمعنى: مقول عنده هذا القول، ولا يقدم على الوصف بغير الجمل الخبرية إلا سماعاً.
  التقسيم الثاني: باعتبار احتمالها للضمير إلى جامدة ومشتقة، فالمشتقة نحو اسم الفاعل واسم المفعول، والصفة المشبهة باسم الفاعل، وغير المشتقة على نوعين مسموع ومقيس، فالمقيس أمران: أحدهما: المنسوب في مثل قولك (تميمي وبصري) على معنى منسوب، ومعزو.
  وثانيهما: ذو مال وذات جمال لأنه في معنى صاحب مال، وصاحبة جمال،