الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكام النعت

صفحة 440 - الجزء 1

  والمسموع نحو قولك (مررت برجل أي رجل، وبرجل جد رجل، وكل الرجل) على معنى كامل في الرجولية وبالغ مبلغها.

  التقسيم الثالث: باعتبار من يرجع إليه إلى ما يكون حالاً له كقولك (مررت برجل ظريف وعاقل)، وإلى ما يكون حالا لغيره كقولك (مررت برجل كريم أبوه وعاقل أخوه، وقليل من لا نسب بينه وبينه وبرجل كثير عدوه).

  وأما الموضع الثالث: وهو في ذكر أحكامها، فاعلم أن للصفة أحكاماً عشرة:

  أولها: أن من حقها أن تكون مشتقة أو نازلة منزلة المشتق، فالمشتق نحو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة في نحو قائم ومضروب وحسن كريم. وغير المشتقة نحو ما ذكرنا فما هو في معنى المشتق نحو تميمي وبصري وذو مال وذات جمال.

  وقد ذهب بعض النحاة إلى أن الاشتقاق أو ما في معناه ليس بشرط وليس بالقوي، لأن الصفة حقها أن تكون دالة على هيئة الموصوف، ولن تكون كذلك إلا بالاشتقاق.

  وثانيها: أن من حق الصفة أن تكون تابعة للموصوف ومصاحبة له هذا هو القياس، وقد يحذف الموصوف وتقام الصفة مقامه كقوله تعالى {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ٥٢}⁣[ص] وقال الشاعر:

  وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صَنَعُ السوابع تبعُ