الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

أحكام النعت

صفحة 441 - الجزء 1

  وسمع سيبويه بعض العرب يقول (ما منهما مات حتى رأيته) أي ما منهما واحد مات حتى رأيته، وهذا الحذف إنما يكون إذا ظهر أمر الموصوف وتجلى فأما حيث لا يظهر أمره فلا يغتفر هذا الحذف.

  وثالثها: إن من حق الصفة إذا كانت حالة للموصوف في نفسه وجب موا فقتها له في أمور عشرة في رفعه ونصبه وجره وإفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه وتعريفه وتنكيره، ولا يختلف في شيء من ذلك، وإنما لزم ذلك لأن الصفة في المعنى هي الموصوف فلهذا وجب أن تكون على وفقه وطبقه في جميع ما ذكرناه، فتقول (مررت بزيد العاقل، وبالزيدين العاقلين، وبالهندات العواقل)، وإن كانت الصفة بحال غيره كانت موافقة له في الخمسة الأول. وهي الرفع والنصب والجر والتعريف والتنكير دون ما عداها فتقول (مررت برجل ضارب أبوه وبزيد طويل أخوه) فيوافقه فيما ذكرناه، فأما الخمسة البواقي فتكون فيها كالفعل، ولهذا تقول (مررت برجل طويلة، أمه، وبامرأة ضاحك أخوها، وبرجل قائم أبوهم، وبرجلين قائم أبواهما) فيؤنثه حيث يؤنث الفعل، وتذكره حيث يذكر الفعل، وتفرده إذا رفعت به كما تفرد الفعل.

  ورابعها إن من حق الصفة أن تكون دون الموصوف في التعريف أو مساوية له، فلهذا يوصف العلم بأمور ثلاثة بالمعرف باللام كقولك (مررت بزيد الكريم) وبالمضاف إلى المعرفة كقولك (جاء زيد صاحب عمرو، وراكب الأدهم)، وبالمبهم كقولك (مررت بزيد هذا)، والمعرف باللام يوصف بأمرين بمثله كقولك (مررت بالرجل العاقل)، وبالمضاف إلى مثله كقولك (أعجبني الرجل صاحب القوم). والمضاف إلى المعرفة يوصف بما هو أقل منه تخصيصاً، فيوصف المضاف إلى المضمر بما يضاف إلى العلم كقولك (مررت بأخيك صاحب زيد) لما كان أقل منه تخصيصاً، ويوصف ما أضيف إلى العلم بما أضيف إلى المبهم كقولك (مرت