الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

كتابة الوصل والقطع

صفحة 466 - الجزء 1

  وصل فإنها تسقط وتكتب بألف واحدة مثل (آبنك خير أم غلامك؟)، ومثله قوله سبحانه {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ١٥٣}⁣[الصافات]، وإن كانت الهمزة وسطاً نظرت فإن كانت ساكنة دبرها حركة ما قبلها مثل (رأس، وسؤر وبئر)، على حد تحفيف الهمزة، وإن كانت متحركة نظر ما قبلها، فإن كان ساكناً لم يكن لها صورة حرف مثل (أبأس، واستلام الرجل واستلئم يا رجل واسأل) هذا هو الوجه المختار الصحيح، وإن كان ما قبلها متحركا رجع إليها في نفسها ونظرت حركتها فإن كانت فتحة دبرها حركة ما قبلها مثل (جُؤن ومَئر وسأل) لأن الفتح أخو السكون، وإن كانت حركتها غير فتحة من ضم أو كسر دبرها حركة نفسها فتكتب (واوا) إذا انضمت وياء إذا انكسرت وذلك قولك قد (لؤم الرجل)، وقد (سُئل) فإن كانت الهمزة متطرفة كتبت أبداً على حركة ما قبلها سواء تحركت أو سكنت نحو قد قرأ ولن يقرأ وهو يُقرأ وقد دفؤ، فإن اتصل بهذه المتطرفة ضمير خرجت عن حكم الظرف وصار حكمها حكم المتوسطة في جميع ما ذكرناه من نحو يقرؤه، ويكلؤه، وهو يقرئه السلام).

  قال السيد الإمام:

  اعلم أن الهمزة ترد في الأسماء والأفعال والحروف كقولك (أب، أخذ، إن) والكلام في تخفيف الهمزة في اللفظ وفي جعلها بين بين يطول، ولكنا نقصر نظرنا على المقصد الذي تصدينا لبيانه وهو ما يتعلق بصورة الخط وأشكالها في السواد، فتقول: الهمزة تنقسم باعتبار مواقعها إلى ثلاثة أقسام:

  القسم الأول: في حكمها في الخط إذا وقعت صدراً وهذه الهمزة إذا كانت واقعة في الصدر فإنها تكتب ألفاً بأي حركة تحركت سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة كقولك (أم، أخ، إبل) وإنما وجب أن تكون في الخط بصورة الألف لأنها أخف وأبعد من اللبس فلهذا أو جبوا أن تكون بصورة الألف فإن دخلت عليها همزة الاستفهام نظرت فإن كانت همزة قطع كتبت بألفين في الخط كقولك (أ أخوك خير أم أبوك؟)، وإن كانت همزة وصل نظرت فإن كانت مفتوحة كتبت بألفين كقولك (أ الرجل خير أم المرأة؟) وإنما وجب ذلك فيما ذكرنا للتفرقة بين الاستفهام والخبر وإن كانت مكسورة كتبت بألف واحدة كقولك (أ أبنك خير أم أبوك) لأن اللبس هاهنا