الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

كتابة الوصل والقطع

صفحة 468 - الجزء 1

  الساكن واواً أو ياءً لم يخلُ إما أن يكونا زائدتين أو أصليتين فإن كانتا زائدتين صوّرتها في الخط بصورتهما أو قلبتهما إليها وأدغمتهما فيها فتقول (خطية وأُفيس) في تصغير أفؤس ومقروة، ومشنوة) وإن كانا أصليتين جرت مجرى الصحيح ولم يكن لها صورة في الخط كقولك (هو يسؤه وينؤه وهذا فيئة وشيئه) وبعضهم يكتبها على حد حركتها في نفسها كما حكيناه من قبل.

  الحالة الثالثة: أن تكون متحركاً ما قبلها فتكون على ثلاثة أضرب:

  الضرب الأول: أن تكون مفتوحة وقبلها ثلاث حركات ضمة وفتحة وكسرة فعلى هذا تكون صورتها على حركة ما قبلها فتكون واواً) إذا انضم ما قبلها كقولك (مؤجل، ومؤتى) من أجل وأتى، وياء إذا انكسر ما قبلها في مثل قولك (مئة وبئر) وألفا إذا انفتحت كقولك (سأل ورأف).

  والضرب الثاني: أن تكن مكسورة، وفيها ثلاث حركات: ضمة وفتحة وكسرة كقولك (سئم، سُئل، مستهزئين)

  الضرب الثالث: أن تكون مضمومة وقبلها ثلاث حركات: ضمة وفتحة وكسرة كقولك: رؤوف، مستهزئون رؤوس، وهذان الضربان الأخيران تكون صورة الهمزة فيهما في الخط على حد الحركة نفسها لأنها أخص بها فتكتب واواً إذا انضمت وياء إذا انكسرت.

  القسم الثالث: من أقسام مواقعها وهو إذا كانت واقعة في عجز الكلمة وهذه صورتها في الخط على حد الحركة التي قبلها كقولك (وَضُوْ يَوْضُوْ، وَدَفَوْ، يدفؤ ولن يقرأ ولن يدفاً، وهو يقرئ ويدفئ) وهذا كله إذا كان ما قبلها متحركاً، فإن كان ساكناً صحيحاً ألقيت حركتها على الساكن قبلها ولم تكن لها صورة في الخط نحو (الجزء والخبء)، وإن كان الساكن معتلا لم يجز نقلها ولم تكن لها صورة في الخط مثل (شيء، وفيء) وغير ذلك، فهذه جملة أحكام الهمزة في الخط بحسب ما يليق بالمقصد في هذا الكتاب.

  الفصل الرابع والخامس في الوصل والقطع:

  (قال الشيخ: فصل، وأما الوصل والقطع فأكثر ما يكون مع (ما ولا وها) (فما) توصل أبداً بحروف المعاني إذا كانت على حرف واحد اسماً كانت أو حرفاً. مثل قوله سبحانه (فيما نقضهم ميثاقهم) و (كما أرسلنا فيكم رسولا) فإن كانت حروف المعاني على أكثر من حرف