الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الاعراب،

يحيى بن حمزة (المؤيد بالله) (المتوفى: 749 هـ)

كتابة الوصل والقطع

صفحة 469 - الجزء 1

  مثل (إن وليت، ولعل، وحتى وإلى) ونحوهن كتبت (ما) منفصلة إذا كانت اسما بمعنى الذي مثل (إن ما عند الله هو خير) وتكتب متصلة إذا كانت حرفاً مثل (إنما الله إله واحد) فإن كانت (ما) استفهامية كتبت متصلة مع ما هو أكثر من حرف، وإن كانت اسما لأجل الحذف الذي يلحقها مثل (إلام تنظر؟ وحتام تغيب؟ و (فيم أنت من ذكراها)، فإن لحقتها هاء السكت كتبتها منفصلة، وقلت إلى مه؟ وحتى مه؟، لأنها قد صارت على أكثر من حرف فصار جملة الأمر أن (ما) إذا كانت اسما غير استفهام كتبت منفصلة مع ما هو أكثر من حرف، وإذا كانت حرفاً أو استفهاماً كتبت متصلة فعلى هذا تقول (أين ما وعدتنا) فتفصلها و (أينما تعدنا نكن) فتصلها وقد كتبت وهي بمعنى الذي متصلة، وذلك مع (من، وعن) لأجل الإدغام، والأجود فصلها تقول (صفحت عما صفحت، وعن ما صفحت) و (هربت مما هربت ومن ما هربت وكلما إذا وقعت ظرفاً كتبت (ما) معها متصلة مثل (كلما قمت قمت)، وإن كانت اسماً كتبت (ما) منفصلة مثل (كل ما عندي لك)، و (كل ما في الدنيا فان) وأما (لا) فتكتب متصلة مع أن إذا كانت (أن) ناصبة للفعل ومنفصلة إذا لم تكن ناصبة له مثل قوله {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}⁣[المائدة: ٧١] من نصب يكون وصلها ومن رفع فصلها، لأن التقدير مع الرفع وحسبوا أنه لا تكون فتنة، فكأن الهاء المقدرة فصلت وتكتب (لا) مع (إن في الشرط) متصلة مثل (إلا تدع شتمي أعاقبك) و (إلا تذهب أذهب) وكذلك مع هل إذا خرجت إلى معنى الإنكار والتوبيخ مثل (هلا خرجت)، فأما (ها) التنبيه فتكتب مع ذا متصلة بغير ألف إذا لم يكن معها حرف خطاب مثل (هذا، وهذه، وهذان وهؤلاء)، فإن دخل كاف الخطاب كتبت منفصلة بألف مثل (هاذاك وهاتاك، وهاذانك وهاتانك وهاولائك، لأن كاف الخطاب تقوم مقام التنبيه).

  قال السيد الإمام:

  اعلم أن الوصل والقطع يطلقان في الخط ويستعملان في أمرين: أحدهما: في الحروف المفردة كما يقال إن الألف والهمزة تستعملان موصولتين بما قبلهما ومنقطعتين عن أن يوصل غيرهما بهما. وثانيها: أن يستعملا في الكل المفردة، وأكثر استعمالهما منها في صيغ ثلاث:

  الصيغة الأولى: (ما) ولها حالتان: