المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

النسبة إلى ما آخره همزة بعد ألف زائدة

صفحة 145 - الجزء 1

  الحروف إلى الياء⁣(⁣١)، وأكثرُ ما يقلب الحرف المستثقل إليه قبل ياء النسبة، فيقال في النسبة إلى حمراء: حمراوي.

  (وصنعاني وبهراني وروحاني) في المنسوب إلى صنعاء - بلد في اليمن -، وبهراء - قبيلة من قضاعة -، وروحاء - موضع قريب من المدينة شرفها الله تعالى -، بقلب الهمزة نوناً فيها، (وجَلُولي وحَرُوري) في المنسوب إلى جَلولاء، موضع بالعراق، وحروراء كذلك⁣(⁣٢) أيضاً، بحذف الهمزة والألف التي قبلها فيهما، (شاذ)، والقياس: «صنعاوي» بقلب الهمزة واواً، وكذلك سائرها.

  ووجهُ قلب الهمزة نوناً فيما قلبت فيه من ذلك مع الشذوذ مشابهةُ ألف التأنيث الممدودة للألف والنون، ووجهُ الحذف في «جلولاء وحروراء» طولُ الاسم، شبهوا ألف التأنيث بتائه⁣(⁣٣). والحرورية: هم الخوارج، سماهم بهذا الاسم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لما نزلوا بـ «حروراء» حين فارقوه.

  (وإن كانت أصلية ثبتت على الأكثر)؛ لأن الهمزة لا تستثقل قبل الياء استثقال الياء قبلها⁣(⁣٤)، (كقرائي) في المنسوب إلى «قراء»⁣(⁣٥)، و «وضائي» في المنسوب إلى «وضاء»⁣(⁣٦).

  وقال: «على الأكثر» لأنه قد جاءَ على قلة حتى يكاد يلحق بالشذوذ تشبيهُها بالتي للتأنيث؛ فتقلب واواً، نحو: قراوي ووضاوي، (وإلا) أي: وإن لم تكن للتأنيث ولا أصلية صرفاً⁣(⁣٧) بأن تكون منقلبة عن أصل ككساء ورداء،


(١) ولم تقلب ياء لئلا يجتمع ثلاث ياءات. تمت. جاربردي.

(٢) أي: موضع بالعراق.

(٣) فحذفوها كما تحذف التاء. تمت.

(٤) أي: قبل الياء. تمت.

(٥) القراء - بضم القاف وتشديد الراء مفتوحة -: الناسك المتعبد، وبفتح القاف وتشديد الراء كذلك: الحسن القراءة أو الكثيرها.

(٦) الوضاء - بضم الواو وتشديد الضاد مفتوحة -: الوضيء الحسن الوجه.

(٧) أي: محضاً.