المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

الإمالة

صفحة 3 - الجزء 2

  

الإمالة

  ولما فرغ من ذي الزيادة شرع في الإمالة فقال: (الإمالة) لغة: مصدر قولك: أملت الشيء إمالةً، إذا عدلت به إلى غير الجهة التي هو فيها، من: مال الشيء يميل ميلاً، إذا انحرف عن القصد.

  وفي الاصطلاح: (أن ينحى) أي: يُقصد (بالفتحة نحوُ الكسرة) أي: جانبها، ونحو الشيء وناحيته: جهته. و «ينحى» مسند إلى «نحو»، والباء في «بالفتحة» لتعدية «ينحى» إلى ثاني المفعولين، وهو المقدم على الأول هنا، أي: تُشْرب الفتحة شيئاً من صوت الكسرة فتصير الفتحة بينها وبين الكسرة.

  وإنما تسمى إمالة إذا بالغتَ في إمالة الفتحة نحو الكسرة، وما لم يبالغ فيه يسمى بين اللفظين، وترقيقاً. والترقيق إنما يكون في الفتحة التي قبل الألف. وإنما لم يقل: «يُنحى بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء» لأن الإمالة على أربعة أنواع:

  إمالة فتحة قبل الألف نحو الكسرة⁣(⁣١).

  وإمالة فتحة قبل الهاء نحو الكسرة، كما في نحو: رحمة.

  وإمالة فتحة قبل الراء نحو الكسرة، كالكبر.

  وإمالة فتحة قبل الهمزة كما سيأتي⁣(⁣٢).

  فإمالة الفتحة نحو الكسرة شاملة للأربعة الأنواع، ويلزم من إمالة فتحة الألف نحو الكسرة إمالة الألف نحو الياء؛ لأن الألف المحض لا يكون إلا بعد الفتح المحض، وتميل إلى جانب الياء بقدر إمالة الفتحة إلى جانب الكسرة


(١) كعماد ونحوه.

(٢) في شرح قوله: رأيت عماداً ومثل برأي ورأية.