مقدمة التحقيق

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله الغر الميامين، وبعد:

  فإننا بعون الله ومنِّه نقدم لإخواننا القراء كتاب «المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية» في حلته الجديدة، بعد أن بذلنا ما بوسعنا في مراجعته وتصحيحه، وأثبتنا ضبط ما يحتاج إلى الضبط من ألفاظه، وتوضيح ما يحتاج إلى التوضيح من عباراته بإثبات ما يناسب ذلك في الحواشي، وتركنا ما ليس فيه كبير فائدة، واعتمدنا في ذلك على ثلاث نسخ مخطوطة معتمدة؛ فإذا اختلفت في رسم لفظة أو وضوح عبارة أثبتنا ما رأيناه مناسباً للمعنى، وأقوى في تأدية المقصود، من دون أن نشير إلى ذلك في الحاشية؛ تجنباً منا لإثقال الكتاب بالحواشي؛ لأن أكثر الأخطاء البسيطة تكون مجرد سهو من النساخ؛ فإن كان اختلاف الكلمة في النسخ يؤدي إلى اختلاف كبير في المعنى أشرنا إلى ذلك في الحاشية.

  هذا، وقد تم إضافة بعض العناوين، وتقسيم الفقرات، ووضع علامات الترقيم بحيث تخدم القارئ، وتضع النص أمامه في أوضح صورة، وأبهى حُلَّة.

وصف النسخ المعتمدة

  النسخة الأولى:

  وهي مكتوبة بخط جيد، معجمة ومشكولة، وعليها حواش كثيرة، كتب في آخرها: «وكان الفراغ من تمام هذا الشرح المبارك صبيحة يوم السبت لعله ١١/ في شهر جمادى الآخر سنة ١٠٨٧ هـ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. قال المؤلف ¦ ولقاه نضرة وسروراً ... إلخ».

  وبهامش الصفحة: تم لي سماع هذا الكتاب على الصنو العلامة صفي الإسلام، من أوله إلى آخره، وكان التمام ليلة الربوع ثاني شهر رجب الأصب سنة (١١٨٤ هـ)، والحمد لله رب العالمين. كتبه أسير ذنبه الفقير إلى عفو ربه إسحاق بن محمد غفر الله له ولوالديه وللمؤمنين.