[الابتداء]
[الابتداء]
  (الابتداء) أي: هذا باب الابتداء، أي: الشروع في التلفظ (لا يبتدأ إلا بمتحركٍ)؛ لتعذر الابتداء بالساكن، كما يشهد به الحس، (كما لا يوقف) أي: كما لا يوقع انتهاء اللفظ وختمه (إلا على ساكن) أو شبه الساكن كما يوقف فيه بالروم أو الإشمام، لا لتعذره(١)، بل للاستحسان؛ لأن ختم الكلام وانقطاعه عما بعده يناسبه التخفيف والاستراحة، والسكون أو شبهه(٢) أخف من التحريك.
  (فإن كان الأول) أي: أول حروف اللفظ الذي يريد المتكلم الشروع بالتلفظ به، أو أول حروف الكلمة، سواء كان أولاً حقيقة(٣) أو حكماً كلام التعريف فإنها كالجزء مما دخلت عليه (ساكناً) بدليل حال الوصل، فإنك تجد السين مثلاً من «اسمٍ» في قولك: ما اسمك؟ ساكناً (وذلك) مسموع في الأسماء التي لا اتصال لها بالأفعال وفي الحروف، ومقيس في بعض الأسماء والأفعال، فالمسموع من الأسماء (في عشرة أسماء) مما لا اتصال له بالأفعال (محفوظة) لا يقاس عليها غيرها، (وهي: ابن) أصله: بَنَوٌ، كَفَرَسٍ؛ بدليل: أبناء؛ إذ أفعال قياس فَعَل - مفتوح العين - كأفراس وأجمال، لا ساكن العين إلا إذا كان معتلاً كحوضٍ وبيت، وليس من باب حِمْل(٤) أو قُرْءٍ؛ بدليل: بنون - بفتح الباء ـ، فتُصرف فيه بحذف اللام وإسكان الباء على غير قياس، (و) كذلك (ابنة) أصلها: بَنَوَةٌ، فتُصُرِّف فيها كما تصرف في ابن، (وابنم) أصله: بَنَو أيضاً، فأبدلت الميم من اللام، وغُيّر بإسكان الباء وإتباع حركة النون حركة اللام على غير قياس.
(١) أي: الوقف على المتحرك.
(٢) الروم والإشمام. تمت.
(٣) كالسين من اسم، وقوله: «كلام التعريف» مثال للأول حكماً. تمت.
(٤) أي: ليس فِعْلاً أو فُعْلاً الذي جمعه أيضاً أفعال مثل حِمل وقُرء؛ بدليل فتح الباء في بنون فإنه يدل على أن المفرد مفتوح الباء.