المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال الواو والياء لامين بالحذف]

صفحة 118 - الجزء 2

  من عمل، وتقديرها في الياء أولى وأكثر؛ لأن الضمةَ على الواو أثقلُ منها على الياء.

  وأما في الألف فكقوله:

  إذا العجوز عضلت⁣(⁣١) فطلِّق ... ولا ترضاها ولا تملِّق⁣(⁣٢)

  وتقدير الضمة في الألف أبعد؛ لأنها لا تحتمل الحركة.

[إعلال الواو والياء لامين بالحذف]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلالهما لامين فقال: (وتحذفان في) المتصل به ضمير جمع المذكر أو المخاطبة من مضارع أو أمر (نحو: يغزون) أصله يغزو، لحقه واو الجمع⁣(⁣٣) فحذفت الواو الأولى للساكنين.

  (ويرمون) أصله يرمي، لحقه واو الجمع فحذفت الياء للساكنين، ثم ضمت الميم لتسلم الواو؛ إذ هي كلمة تامة لا تُغير.

  (واغْزُنَّ) يا قوم، أصله: اغْزُو⁣(⁣٤)، حذفت الواو لمعاملته معاملة المجزوم، ثم ألحق به واو الجمع فصار: اغزوا، فلحقته نون التأكيد فسقطت الواو للساكنين.

  (واغْزِنّ) يا هند، أصله: اغزو، حذفت الواو لمعاملته معاملة المجزوم، وألحق به ياء المخاطبة فصار: اغزِي، ثم ألحق به نون التأكيد فسقطت الياء للساكنين.

  (وارمُنَّ) يا قوم، أصله «ارمي» للمفرد، ثم ارمِ، ثم ارمُوا، ضمت الميم لأجل الواو، فلحقته نون التأكيد فسقطت الواو للساكنين.

  (وارمِنّ) يا هند، وأصله بعد حذف الياء التي هي لام: ارمي، ثم لحقه نون التأكيد فحذفت الياء.


(١) «غضبت» نخ.

(٢) البيت لرؤبة بن العجاج. والاستشهاد بالبيت في قوله: «ولا ترضاها»، حيث أثبت الألف في حال الجزم شذوذًا.

(٣) فصار يغزوون، استثقلت الضمة على الواو فحذفت، ثم حذفت الواو الأولى التي هي لام الكلمة لالتقاء الساكنين.

(٤) هذا مبني على خلاف ما اختير في التقاء الساكنين من كون أصله اغزووا، فهذا مبني على مذهب الرضي من أن الضمائر لحقت بالمفرد بعد جزمه.