[المقصور والممدود]
[المقصور والممدود]
  ولما فرغ من الوقف شرع في المقصور والممدود فقال: (المقصور ما) أي: اسمٌ متمكن؛ إذ نحو: متى، وإذا، وغزا، وما، ولا، لا يسمى مقصوراً في الاصطلاح، (آخره ألف مفردة) عن ألف قبلها، احترز به عن الممدودة في نحو: حمراء، وكساء؛ لأنها في الأصل ألفان، قلبت الثانية همزة. ولا حاجة إلى هذا، فإن آخر قولك: «كساء» و «حمراء» مثلاً ليس ألفاً، بل همزة، بلى قد كان ذلك في الأصل. (كالعصا، والرحى).
  (والممدود ما) أي: اسم متمكن؛ إذ نحو: هؤلاء، وجاء(١)، وشاء، لا يسمى ممدوداً في الاصطلاح، وقولهم: «هؤلاء(٢) مقصور وممدود» على سبيل التجوز؛ قصداً للفرق بين القصر والمد في هذه اللفظة. (كان بعدها) أي: الألف (فيه) أي: في الآخر (همزة، كالكساء، والرداء). قال الرضي: والأولى أن يقال: الممدود: ما كان آخره همزة بعد ألف زائدة؛ لأن ماء وشاء لا يسميان ممدودين في الاصطلاح.
  ووجه تسميتهما بالمقصور والممدود ظاهر للمقابلة(٣). (و) كل منهما قياسي وسماعي، فنقول: (القياسي من المقصور ما يكون قبل آخر نظيره من الصحيح) اللام (فتحة) يعني أن يكون له نظير في الصحيح قياسي قبل آخره فتحة، كما تقول: إن كل اسم مفعول من باب الإفعال على وزن مُفْعَل. فيشمل الصحيح نحو: مُكْرَم، والمعتل نحو: مُعْطى، فقبل آخر نظير نحو: معطى القياسي من الصحيح فتحة؛ لأنه(٤) إذا وقع حرف العلة بعد الفتحة في مثله
(١) هؤلاء لعدم التمكن، وجاء وشاء لعدم الاسمية. تمت.
(٢) عبارة الجاربردي: وأما قولهم في هؤلا وهؤلاء مقصور وممدود فتسمح في العبارة. تمت.
(٣) قال الرضي: والأولى في تسمية المقصور مقصوراً أنه لكونه لا مد في آخره وذلك لأنه في مقابلة الممدود، يقال: يجوز في الشعر قصر الممدود، أي: الإتيان بالألف فقط.
(٤) تعليل لما فهم من سياق الكلام، تقديره فإذا أردت بناء تلك الصيغة من المعتل اللام وجب أن يكون مقصوراً لأنه إذا ... إلخ.