[مقدمة الخط]
[مقدمة الخط]
  ولما فرغ من مقدمة التصريف شرع في مقدمة الخط فقال: (الخط تصوير اللفظ) في الكتابة (بحروف هجائه) أي: بجنس حروف الهجاء واحدًا أو أكثر؛ فإن كانت أكثر كتب بحروف الهجاء التي ركب ذلك اللفظ منها، سواء كان اللفظ اسماً لما يصح كتابته كأسماء حروف الهجاء ولفظ الشعر ولفظ القرآن أم لا كزيد والرجل؛ فإن جميع ذلك يكتب بحروف هجائه. (إلا) ما كان اسماً لما يصح كتابته نحو (أسماء الحروف) فإنك إن لم تقصد بها المسمى، بل قصدت لفظها أو حروف هجائها بقرينة، كأن تقول: «قرأت جيماً» فإنك أردت لفظه، أو «كتبت جيماً» فإنك أردت حروف هجائه - فإنك تكتبها أيضاً بحروف هجائها. وأما (إذا قصد بها المسمى) كما هو الظاهر عند الإطلاق (نحو) أن يقال لك: (اكتب جيم عين فاء راء) لا تعرب شيئاً من هذه الأسماء وإن كانت مركبة مع العامل؛ لئلا يظن أنه قصد أن تكتب كل واحد من هذه الأحرف الأربعة منفصلاً من البواقي ولا تكتب حروف كلمة واحدة، فلم تعرب الأسماء ولم تجيء بواو العطف نحو: اكتب: جيم وعين وفاء وراء؛ بل وصلت بعضها في اللفظ ببعض دلالة على اتصال مسمياتها بعضها ببعض لكونها حروف كلمة واحدة (فإنك تكتب هذه الصورة: جعفر؛ لأنه) إنما أمرك بكتابة المسميات، وما ذكر هو (مسماها لفظاً وخطاً) أما لفظاً فلأنك إذا أمرت أن تتلفظ بجيم قلت: جَهْ.
  وأما خطاً فلأنك لو أمرت بكتابة جيم لكتبته هكذا: جَهْ؛ لما عرفت من أن الخط تصوير اللفظ بحروف هجائه كما عرفت(١).
  (ولذلك) أي: لكون جعفر مسمى جيم عين فاء راء لفظاً (قال الخليل) راداً
(١) من أن المراد حروف الجنس.