المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إبدال الجيم]

صفحة 143 - الجزء 2

  (و) مِنْ تاء الافتعال بعد الجيم (نحو: اجدمعوا) أصله اجتمعوا، (واجدز) في اجتز، قال:

  فقلت لصاحبي لا تحبسانا ... بنزع أصوله واجدز شيحاً⁣(⁣١)

  لأن الجيم وإن كانت مجهورة كالزاي والذال، والتاء مهموسة، إلا أنها⁣(⁣٢) أقرب إلى التاء منهما؛ لما فيها من الشدة التي في الجيم أيضاً، فيسهل النطق بالتاء بعد الجيم، ويصعب بعد الزاي والذال، ولا يقاس على المسموع منه؛ فلا يقال: «اجدرح» في اجترح.

  (و) مِنْ التاء في (دولج) وهو الكناس، من الولوج، أصله: وولج، فقلبت الواو تاء، ثم قلبت التاء دالاً؛ وذلك لأن التولج أكثر استعمالاً من دولج.

[إبدال الجيم]

  (والجيم) تبدل (من) حرف واحد، وهو (الياء)، فمن (المشددة في: فُقَيْمِج) في فقيمي منسوب إلى فقيم، وعَلِج في علي قال:

  خالي عويف وأبو علِجٌّ ... المطعمان اللحم بالعشجِّ⁣(⁣٣)

  [وبالغداة فِلَقَ البرنِجّ] ... ...............................

  وإنما تبدل من المشددة (وقفاً) أي: في حال الوقف؛ لأن الجيم أبين من الياء، فأبدلت منها في الوقف لقربها منها مخرجاً وصفة في الجهر، ومع تشديد الياء


(١) البيت من الوافر، وهو من قصيدة لمضرس بن ربعي الفقعسي. وقوله: «فقلت لصاحبي.» الخ خاطب الواحد بخطاب الاثنين في قوله: «لا تحبسانا»، ثم عاد إلى الإفراد في قوله: «واحِدز»، والمعنى: لا تؤخرنا عن شيِّ اللحم بتشاغلك بنزع أصول الحطب، بل اكتفِ بقطع ما فوق وجه الأرض منه. والاستشهاد بالبيت في قوله: «واجدز»، وأصله: اجتز، فأبدل التاء دالًا. من حواشي شرح الرضي.

(٢) أي: الجيم أقرب إلى التاء من الزاي والذال؛ لما في التاء من الشدة التي في الجيم.

(٣) نسبوا هذه الأبيات لبدوي راجز ولم يعينوه. وقوله: «أبو علج» يريد: أبو علي، و «بالعشج» يريد: بالعشي. والاستشهاد بالبيت على أن بعض العرب يبدلون الياء المشددة جيما.