المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب اللام إذا كانت واوا ياء]

صفحة 102 - الجزء 2

[قلب اللام إذا كانت واوًا ياء]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلال اللام لكنه مختص بالواو فقال: (وتقلب الواو ياءً إذا وقعت مكسوراً ما قبلها) لاستثقالها بعد الكسرة، مع كونها في محل التغيير (أو رابعة فصاعداً ولم ينضم ما قبلها) بل انفتح.

  ولو قال بدل قوله: «ولم ينضم ما قبلها»: «وانفتح ما قبلها» لكان أولى؛ لئلا يرد نحو: كساء⁣(⁣١).

  وهذا الشرط - أعني: عدم انضمام ما قبلها - إنما هو في الفعل، لكنه لم يقيده به استغناء بتصريحه بعد هذا بقلبها في الاسم طرفاً بعد الضمة. وإنما قلبت الواو المذكورة ياء لوقوعها موقعاً يليق به الخفة؛ لكونها رابعة، ومتطرفة، وتعذر غاية التخفيف - أعني قلبها ألفاً - لسكونها لفظاً في بعض⁣(⁣٢)، وللبس⁣(⁣٣) أو سكونها تقديراً في بعض⁣(⁣٤)، كما سيتضح إن شاء الله تعالى، فقلبت إلى حرف أخف من الواو، وهي الياء.

  واعلم أن لقلب الرابعة ياءً أيضاً شرطاً آخر، وهو أن لا يجوز قلبها ألفاً، وإلا لم تقلب ياء، بل ألفاً، كأغزا⁣(⁣٥) وأعلى، لكنه اكتفى عن ذكر هذا الشرط بما تقدم من ذكر المواضع التي تقلب فيها ألفاً، فإنه⁣(⁣٦) يخصص هذا التعميم.

  نعم، له⁣(⁣٧) شرط آخر كان عليه أن يصرح به، وهو: أن لا يجيء بعدها حرف لازم يجعلها في حكم الوسط كما في: مذْرَوَان⁣(⁣٨)، بل تكون إما طرفاً كأغزيت،


(١) لأنه يصدق عليه أنه لم ينضم ما قبل الواو ومع ذلك لم تقلب الواو ياء بل همزة مع أنها رابعة.

(٢) كما في غزوت.

(٣) نحو: يغزوان ويرضيان في حالة النصب عند المصنف.

(٤) على تعليل الرضي.

(٥) أصلهما أغزو وأعلو، تحركتا وانفتح ما قبلهما فقلبتا ألفًا.

(٦) أي: ما تقدم من ذكر المواضع التي تقلب فيها ألفًا.

(٧) أي: لقلب الرابعة ياء.

(٨) المذروان: طرف الإليتين، ومن القوس ما يقع عليه الوتر. وإنما كان الألف لازما في مذروان غير لازم في أعليان لأنه ليس علامة للتثنية كما في أعليان.