المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إلحاق هاء السكت]

صفحة 247 - الجزء 1

[إلحاق هاء السكت]

  (وإلحاق هاء السكت) له ثلاثة أحوال: لازم، وجائز، وممتنع، ذَكَر اللازم والجائز وما سواهما هو الممتنع غالباً⁣(⁣١) فقال: (لازم في) كل ما يبقى بعد الحذف على حرف واحد، ولم يكن كجزء⁣(⁣٢) من غير مستقل⁣(⁣٣) قبله: إما بأن لا يكون كالجزء من شيء أصلاً نحو: (رَه، وقِه)، أو بأن يكون كالجزء من مستقل (و) ذلك نحو: («مجيء(⁣٤) مه» و «مثل مه» في مجيء م جئت؟ ومثل م أنت؟)، وإنما لزم لأن الابتداء لا يكون إلا بمتحرك⁣(⁣٥)، والوقف لا يكون إلا على ساكن أو شبهه⁣(⁣٦)، فلا بد من حرف بعد الابتداء يوقف عليه، فجيء بالهاء لسهولة السكوت عليه.

  و «رَه» مفتوح الراء أو مكسورها، من ترى - بفتح الراء - من الرؤية، أو من تَرِي - بكسرها - من وَرَيت الزند تري، حذفت الألف⁣(⁣٧) أو الياء لكونه أمراً. و «قِه» من تقي، حذفت الياء لذلك⁣(⁣٨)؛ فبقي كل منهما على حرف واحد.

  و «ما» في مجيء مه؟ ومثل مه؟ استفهامية، فمعناه: أيّ مجيء جئت، و «مثل أي شيء أنت؟»، وأصله مجيء ما، ومثل ما، حذفت الألف لما سيأتي.


(١) يحترز من نحو: وازيداه و يا غلاماه فيجوز. تمت.

(٢) أما إذا كان كجزء من غير مستقل فسيأتي حكمه في قوله: وجائز ... إلخ. تمت.

(٣) احتراز من «ما» الاستفهامية مع حروف الجر كحتامه؟ وعلامه؟ وإلامه؟ فإنه من الجائز كما يأتي. تمت. جاربردي

(٤) أصله: جئت مجيء ما، وهو سؤال عن صفة المجيء، أي: على أيِّ: صفة جئت، ثم أخر الفعل؛ لأن الاستفهام له صدر الكلام، ولم يمكن تأخير المضاف، وحذفت ألف «ما» لأن ما الاستفهامية تحذف ألفها إذا وقعت مضافاً إليها؛ فرقاً بين الاستفهام والخبر. تمت. جاربردي ١٧٨.

(٥) لأنك إذا وقفت على قبل إلحاق الهاء مثلاً فلا يخلو إما أن تسكن الراء أو لا فإن أسكنت لزم الابتداء بالساكن وإن لم تسكن لزم الوقف على المتحرك وكلاهما ممنوعان. تمت. جاربردي.

(٦) الموقوف عليه بالروم والإشمام. تمت.

(٧) حذفت الألف إن كان من تَرَى من الرؤية، أو الياء إن كان من تَرِي من وريت الزند. تمت.

(٨) أي: لكونه أمراً. تمت.