[قلب العين إذا كانت ياء]
[قلب العين إذا كانت ياء]
  ثم شرع في نوع آخر من إعلال العين لكنه خاص بالياء فقال:
  (وتقلب ياء فُعْلى) - بضم الفاء - أي: الياء التي هي عين الكلمة في فعلى حال كونها (اسماً) لا صفة (واوًا) للفرق بينها اسماً وصفة، وكان الاسم أولى بالقلب لثقل الصفة، فاحتمل التثقيل بقلبها واوًا (نحو: طوبى(١)) إما أن يكون مصدراً كالرجعى، قال الله تعالى: {طُوبَى لَهُمْ}[الرعد: ٢٩]، أي: طيباً لهم، كقولهم: تعساً له، فهو اسم حقيقة، وإما أن يكون مؤنثاً للأطيب، فهو وإن كان في الأصل صفة إلا أنه قد أجري مُجرى الاسم.
  (و) مثله (كوسى) تأنيث الأكيس(٢). وإنما أجريت مجرى الأسماء، قال سيبويه: لأنها لا تكون وصفاً بغير الألف واللام؛ لأنها لا تستعمل مع «من» كما هو معلوم، وأما مع الإضافة فإن المضاف إليه يبين الموصوف؛ لأن أفعل التفضيل بعض ما يضاف إليه؛ فلا تقول: «عندي جارية حسنى الجواري»؛ لأن الجواري تدل على الموصوف، فلما لم تكن بغير لام صفة، ولم تتصرف في الوصفية تصرف سائر الصفات - جرت مجرى الأسماء.
  (ولا تقلب) الياء واواً (في الصفة) للفرق كما تقدم (ولكن يُكسر ما قبلها) وهي الفاء (لتسلم الياء) عن قلبها واواً للضمة؛ إذ لا بد من أحدهما؛ لثقل الياء الساكنة بعد الضمة (نحو:) حيكى في قولهم: (مشية حيكى) إذا كان فيها تبختر، من: حاك يحيك حيكاناً، إذا تبختر.
  قال سيبويه: هو فُعْلى بالضم لا: فِعْلى بالكسر؛ لأن فِعْلى لا تكون صفة.
  وأما «عزهاة» فهو بالتاء، وهو الذي لا يطرب للهو (و) مثله «ضيزى»
(١) أصلها طيبى بضم الطاء وسكون الياء.
(٢) والأكيس خلاف الأحمق، والكيسى نعت للمرأة، وهو تأنيث الأكيس، وكذلك الكوسى.