[إعلال أشياء ليست بقياسية]
  وتقول في أمر المخاطبة من وأى يئي بمعنى: وعد يعد: إِنَّ يا هندُ، وأصله: إيْ؛ لأنه مأخوذ من المضارع، وأصل المضارع: يَؤْئي، كوعدت توعد، حذفت الواو على القياس(١)، فبقي يَئي كيَعد، ثم حذفت ياء المضارع للأمر، فبقي إيْ يا زيد، حذفت الياء لمعاملته معاملة المجزوم، فبقي إِ يا زيد، فألحقت به ياء ضمير المخاطبة فقيل: إِيْ يا هند، ثم ألحق به نون التأكيد(٢) فحذفت الياء، قال الشاعر:
  إِنَّ هندُ المليحةُ الحسناءُ ... وَأْيَ من أضمرت لخلٍ وفاء
  بالضم على «هند» لأنها منادى مفرد معرفة، أي: عدي يا هند، ويجوز في صفتها - أعني: المليحة - الرفع والنصب، وكذا الحسناء، لكنه(٣) في البيت منصوب.
[إعلال أشياء ليست بقياسية]
  ولما ذكر الإعلال القياسي ونبه في كثير من الأنواع على الشاذ منه أو على بعضه ذكر أن ثَمَّ أشياء قد تعل ليست بقياسية فقال:
  (ونحو: يَدٍ ودَمٍ) والأصل: يدْيٌ ودَمْيٌ - بسكون العين - عند سيبويه، لقولهم في الجمع: أيدٍ كأفْلُس، ودماءٍ كظباءٍ، وليس لك أن تُقْدِمَ على حركة العين إلا بدليل. وقيل: فَعَل - بالتحريك -؛ بدليل قوله:
  يَدَيَان بيضاوان عند مُحلّمٍ ... قد تمنعانك أن تضام وتُهضما
  وقوله:
  ولو أنا على حجرٍ ذُبِحنا ... جرى الدمَيَان بالخبر اليقين
  وأجيب بالشذوذ، فلا حجة في ذلك.
(١) لوقوعها بين ياء وكسرة أصلية.
(٢) فالتقى ساكنان.
(٣) أي: الحسناء، منصوب على محل المنادى.