المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه

صفحة 44 - الجزء 2

تنبيه

  قال نجم الأئمة: واعلم أنه إذا توالى في كلمة أكثر من همزتين أخذت في التخفيف من الأولى⁣(⁣١) فخففت الهمزة الثانية، ولم تبدأ في التخفيف من الأخيرة كما فعلت ذلك في حروف العلة نحو: طوي، وثوي، وذلك لفرط استثقالهم لتكرار الهمزة، فيخففون كل ثانية - إذ منها نشأ الثقل - إلى أن يصلوا إلى آخر الكلمة.

  فإن بنيت من قرأ مثل «سفرجل» قلت: قرأيأ، حققت الأولى وقلبت الثانية التي منها نشأ الثقل، وإنما قلبتها ياء لا واواً لكونها أقرب مخرجاً إلى الهمزة من الواو، وصححت الأخيرة لعدم مجامعتها إذاً الهمزة⁣(⁣٢).

  وإن بنيتَ مثل «سفرجل» من الهمزات قلت: «أوَأْيأ» على قول النحاة، و «أَيَأْيَأٌ» على قول المازني كما تقدم في: هو أيمُّ منك، فتحقيق الأولى هو القياس؛ إذ الهمزة الأولى لا تخفف كما مر، وأما تحقيق الثالثة فلأنك لما قلبت الثانية صارت الثالثة أولى الهمزات، ثم صارت الرابعة كالثانية مجامعة للهمزة التي قبلها، فخففت⁣(⁣٣) بقلبها ياء كما ذكرنا في «قرأيأ»، ثم صارت الخامسة كالأولى.

  ولو بنيت منها⁣(⁣٤) مثل «قرطعب» قلت: إيئآء، قلبت الثانية ياء كما في: ايت، والرابعة ألفاً كما في آمن، وتبقى الخامسة بحالها كما في راء وشاء.

  ولو بنيت منها مثل «جحمرش» قلت: آأيئ، فقلبت الثانية ألفاً كما في آمن، والرابعة ياء كما في أئمة، وتبقى الخامسة بحالها لعدم مجامعتها الهمزة.

  ولو بنيت مثل «قُذعمل» قلت: أُوأْيئ، قلبت الثانية واواً كما في أويدم، والرابعة ياءً كما في قرأيء، وتبقى الخامسة بحالها.


(١) يعني: أولى الأخيرتين.

(٢) الأولى.

(٣) أي: الرابعة.

(٤) أي: من الهمزات.