المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تنبيه:

صفحة 166 - الجزء 1

  (وجاء) قليلاً أفعال في جمعه، نحو: (أرطاب) في جمع رُطَب، (وفِعال) - بكسر الفاء -، نحو: (رِباع) جمع رُبَع، وهو الفصيل الذي يُنْتَج في الربيع.

  (و) الغالب في جمع فُعُل - بضم الفاء والعين - (نحو: عُنُق) أن يكون (على) أفعال، نحو: (أعناق، فيهما) أي: في القلة والكثرة.

  واعلم أن ما لم يأت له إلا بناء جمع القلة أو بناء جمع الكثرة من هذه الأوزان وغيرها فهو مشترك بين القلة والكثرة.

تنبيه:

  قال نجم الأئمة: جمع القلة ليس بأصل في الجمع؛ لأنه لا يذكر إلا حيث يراد به بيان القلة، ولا يستعمل لمجرد الجمعية والجنسية⁣(⁣١)، كما يستعمل جمع الكثرة، يقال: فلان حسن الثياب، في معنى: حسن الثوب، ولا يحسن: حسن الأثواب، وكم عندك من الثوب أو الثياب؟ ولا يحسن: من الأثواب، ويقال: هو أنبل الفتيان، ولا يقال: أنبل الفتية - مع قصد بيان الجنس.

  ثم ذكر المصنف قاعدة متعلقة بالأبحاث المتقدمة فقال: (وامتنعوا من أفْعُل في) جمع (المعتل العين)، يعني أن أفْعُلاً لا يجيء في الأجوف من هذه الأمثلة العشرة المذكورة، واوياً كان أو يائياً؛ لثقل الضمة على حرف العلة،


(١) قد اشتهر أن استعمال جمع الكثرة فيما دون العشرة مجاز، والظاهر أن الرضي قصد بقوله: «كما يستعمل جع الكثرة» أنه يستعمل جمع الكثرة لمجرد الجمعية حقيقة، وإن قَرَنَه بما استعماله فيه مجاز، وهو مجرد الجنسية، فيكون المراد أن جمع الكثرة حقيقة في مطلق الجمع سواء كان أكثر من العشرة أو أقل، فوافق ما ذكره التفتازاني في التلويح حيث قال: إنهم لم يفرقوا في التعريف بما يفيد الاستغراق بين جمع الكثرة وجمع القلة؛ فدل بظاهره على أن التفريق بينهما إنما هو في جانب الزيادة، بمعنى أن جمع القلة مختص بالعشرة فما دونها، وجمع الكثرة غير مختص بالعشرة، لا أنه مختص بما فوقها. تمت ..

قال سيلان في حاشيته على شرح الغاية عند قول ابن الإمام: «على أن جمع الكثرة يستعمل لمجرد الجمعية والجنسية»: المراد الاستعمال لمجرد الجمعية وإن كان دون العشرة حقيقة، والجنسية الصادق بواحد مجازاً، كما ذكره الشيخ ¦ في حاشية مناهله بياناً لما ذكره الرضي. تمت.