تنبيه
  أصله موقد بالواو (فشاذ) إذ لا قياس يؤدي إليه.
  (و) إبدالها من العين في (أُبَابِ بَحْر) يعني عباب بحر، أنشد الأصمعي:
  ....................... ... أباب بحرٍ ضاحكٍ هزوقِ(١)
  الهزوق: المستغرق في الضحك (أشذ) مما ذكر أنه شاذ؛ لأنه لم يثبت قلب العين همزة في موضع، بخلاف قلب الواو والياء والألف همزة. ووجهُهُ مع الشذوذ قربُ مخرجيهما.
  (و) إبدالها من الهاء في (ماء شاذٌ لازم) ووجهه مع الشذوذ تقارب المخرجين، وأصله: مَوَهٌ، أبدل الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم شبه الهاء بحرف اللين لخفائها، فكأنها واو أو ياء واقعة طرفاً بعد الألف الزائدة، فقلبت ألفاً ثم همزة. وقالوا أيضاً في أمواهٍ: أمواءٌ(٢)؛ لمثل هذا، قال:
  وبلدة قالصة أمواؤها ... تستن في رأد الضحى أفياؤها(٣)
تنبيه
  إبدال الهمزة فيما ذكر أعم من أن تكون بواسطة - كإبدالها من الواو في «كساء»، ومن الياء في «رداء»، ومن الهاء في «ماء»، فإنه بواسطة قلبها ألفاً - أو بغير واسطة، كإبدالها من الواو في «أواصل»، ومن الألف في «دأبة»، ومن الياء في «شئمة»، ومن العين في «أباب بحر».
(١) والأباب: العباب، كغراب، وهو معظم الماء وكثرته. والرجز لم يوقف على قائله. وضحك البحر كناية عن امتلائه.
(٢) لكن الإبدال في ماء لازم، وفي أمواء غير لازم. جاربردي.
(٣) البيت من الرجز المشطور، ولم يوقف على قائله. والواو واو رب، وقالصة اسم فاعل، من قلص الماء في البئر، إذا ارتفع، وأمواؤها: جمع ماء، ويستن: معناه يجري في السنن وهو الطريق، ورأد الضحى: ارتفاعه، وأفياؤها: جمع فيء وهو الظل. والاستشهاد بالبيت في قوله: «أمواؤها»، حيث قلب هاء أمواه همزة.