المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب الياء إذا كانت لاما ألفا]

صفحة 113 - الجزء 2

  (نحو: الفُتيا) في الاسم (والقضيا(⁣١)) في الصفة؛ لأنها تأنيث الأقضى، وقد عرفت أن جعلها صفة ليس على ما ينبغي⁣(⁣٢).

  ولم يذكر فِعلى - بكسر الفاء - لعزة وجودها، وإن وجد منها شيء فحكمها عدم الفرق بين الاسم والصفة في بنات الياء والواو معاً؛ لأن الكسرة ليست في ثقل الضمة ولا في خفة الفتحة، بل هي متوسطة بينهما، فهي معتدلة في الخفة والثقل، فيحصل بها اعتدال مع الياء ومع الواو.

[قلب الياء إذا كانت لامًا ألفًا]

  ثم ذكر نوعاً آخر من إعلال اللام لكنه مختص بالياء فقال: (وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة) حال كون تلك الهمزة (بعد ألف في باب مساجد) يعني به الجمع الأقصى الذي بعد ألفه حرفان (وليس مفردها) أي: مفرد هذه الصيغة (كذلك(⁣٣)) أي: ليس بعد ألف مفردها همزة بعدها ياءً (ألفاً، والهمزة ياء) لما تقدم في تخفيف الهمزة⁣(⁣٤) (نحو: مطايا وركايا) جمع مطية وركية، فعيلة من الناقص اليائي، وكان أصلهما: مطائِي وركائِي؛ لأن ياء فعيلة في الجمع الأقصى تصير همزة كما تقدم.

  (و) كذا (خطايا) جمع خطية، فعيلة مهموز اللام، فإن فيه ياء بعد همزة بعد ألف الجمع (على القولين) أي: قول الخليل وسيبويه، أما على قول سيبويه فلأنك تقلب ياء فعيلة في الجمع همزة، فتجتمع همزتان أولاهما مكسورة؛ فتقلب الثانية ياء وجوباً.


(١) بالضاد المعجمة، من قضيت، أي: حكمت.

(٢) لما تقدم أن فعلى مؤنث أفعل حكمها حكم الاسم وإن كانت صفة.

(٣) احتراز من مثل شائية وشواء.

(٤) وهو كون الوزن أقصى الجموع والأصل فيه تخفيف الثقيلين، وذلك بقلب الياء ألفًا والكسرة التي قبلها فتحة، فتنقلب الهمزة ياء.