المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

بحث جمع الصفات

صفحة 172 - الجزء 1

بحث جمع الصفات

  ولما ذكر حكم جمع الاسمِ الذي فيه التاء الساكنِ العين إذا صحح استطرد ذكر الصفة - وإن لم يكن هذا محله؛ لأن الكلام في الاسم - لئلا يحتاج إلى الذكر في بحث الصفات فيطول، فقال: (وأما الصفات) إذا صححت (فبالإسكان) للعين، أي: بإبقائها ساكنة، سواء كانت مفتوحة الفاء أو مكسورتها أو مضمومتها، نحو: صَعْبة، وصِفْرة، أي: خالية، وصُلْبة، أي: شديدة، على⁣(⁣١) الأصل، وكان تسكينها أولى من تسكين الأسماء لثقلها كما تقدم.

  فإن قيل: فقد قالوا في جمع لَجْبَة - وهي الشاة التي أتى عليها بعد نتاجها أربعة أشهر فجف لبنها -: لَجَبات - بالفتح -، وفي جمع: رَبْعَة: ربَعَات - بالفتح -، يقال: امرأة ربعة، أي: لا قصيرة ولا طويلة، مع أن لجْبة وربْعة ساكنتا العين.

  فقد أجاب المصنف عن الفتح فيهما: بقوله: (وقالوا: لَجَبَات ورَبَعات؛ للَمْحِ اسميةٍ أصلية)، يعني أنهما كانتا في الأصل اسمين ثم وصف بهما، فلوحظ فيهما الأصل، كما يقال في جمع امرأة كلبة: نساء كلَبات⁣(⁣٢)؛ نظراً إلى عروض الصفة. لكن قال نجم الأئمة: لم أر في موضعٍ أن لجْبة في الأصل⁣(⁣٣) اسم، بلى، قيل ذلك في ربعة.

  وقيل: وجه الفتح فيهما أن فيهما لغة هي فتح العين في الواحد، فجاء الجمع عليها، ويظهر من كلامه في شرح الكافية اختيار هذا الوجه.

  (وحكم نحو: أَرْضٍ وأَهْلٍ وعُرْس) - بضم العين - وهي وليمة العرْس (وعِيِر) - بكسر العين - (كذلك) يعني أن ما سمع فيه الجمع بالألف والتاء من المؤنث بتاء مقدرة كالمؤنث بتاء ظاهرة، تجري في جمعه الأوجه المذكورة،


(١) على الأصل: متعلق بإبقائها. تمت.

(٢) بفتح العين. تمت. من شرح الرضي على الكافية.

(٣) بل قد ذكره الجوهري في الصحاح. تمت.