[إبدال الزاي]
[إبدال الزاي]
  (والزاي) تبدل (من) حرفين، وهما: (السين، والصاد) المهملتين (الواقعتين قبل الدال) حال كونهما (ساكنتين) لأن الدال مجهورة، والسين والصاد مهموستان، فكرهوا الخروج من حرف إلى حرف ينافيه؛ فقربوهما من الدال بأن قلبوهما حرفاً متوسطاً بينهما وبين الدال، وهو الزاي؛ لمناسبته لهما(١) في الصفير، وللدال في الجهر.
  وقوله: «ساكنتين» لأنهما إذا تحركتا حالت الحركة بينهما وبين الدال فلا يثقل [أي: اللفظ]، وذلك (نحو: يزدِلُ ثوبه) في: يسدل ثوبه، فأبدلها من السين، (وهكذا فزدي أنه) أي: فصدي، وهو قول حاتم لما وقع في أسر قوم فغزا رجالُهم وبقي مع النسوة، فأمرنه بالفصد فنحر وقال: «هكذا فزدي أنه»، وأنه تأكيد للياء(٢).
  (وقد ضورع بالصاد الزاي) يعني: وقد اختصت الصاد المذكورة بوجهٍ آخر لا يجري في السين، وهو أنها قد جعلت مضارعة للزاي - أي: مشابهة له - بأن أشربت شيئاً من صوت الزاي، ولم تجعل زاياً خالصة محافظة على الإطباق الذي فيها، (دونها) أي: دون السين فإنه لا يضارع بها الزاي، بل تجعل زاياً خالصة فقط؛ إذ لا إطباق فيها.
  والباء في قوله: «بالصاد» للتعدية، فإن ضارع كان يتعدى إلى المشابَه - بفتح الباء - فقط، فيتعدى إلى المشابِه أيضاً بحرف الجر، والأصل: قد ضارعت الصادُ الزايَ، فإذا قلت: «ضارعت بالصاد الزاي» فقد أدخلت باء التعدية على ما كان فاعلاً.
  (و) تختص الصاد بأنه (قد ضورع بها) الزاي (متحركة أيضاً، نحو: صدق وصدر) يعني: إذا تحركت وبعدها دال أشم الصاد صوت الزاي، ولا يجوز
(١) أي: الصاد والسين.
(٢) وقد تقدم الكلام على الهاء في «أنه» في الوقف، فليرجع إليه.