المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

ذكر ما يلحقه تغيير مما فيه التاء إذا جمع تصحيحا

صفحة 170 - الجزء 1

  (وإذا صحِّح) ما هو على فَعْلةٍ - بفتح الفاء -، وهو صحيح العين، وذلك (باب تَمْرة) فتحت في الجمع عينه و (قيل: تَمَراتٍ) وغَزَوات ورَمَيات (بالفتح، والإسكانُ ضرورةٌ) كقوله [الطويل]:

  أتت ذِكَرٌ عودن أحشاء قلبه ... خُفُوقاً وَرَقْصَات الهوى في المفاصل⁣(⁣١)

  (ومعتل العين)، وذلك باب جَوْزَة وبَيْضة: (ساكن)، فيقال: جوْزات وبَيْضات؛ لأنه لو حرك ثقل، ولا سبيل إلى تخفيفه بقلب حرف العلة ألفاً؛ لعروض الحركة عليه، ولكثرة التغيير⁣(⁣٢).

  (وهذيل تسوي) بين معتل العين وصحيحها، فتفتح المعتل أيضاً، قال قائلهم في صفة النعامة:

  أخو بَيَضَاتٍ رائحٌ متأوِّبُ ... رفيقٌ بمسحِ المنكبين سبوح⁣(⁣٣)

  ولم يقلب حرف العلة عندهم ألفاً لعروض الفتحة.

  (و) إذا صحح ما هو على فِعْلة - بكسر الفاء -، وهو غير معتل العين، ولا معتل اللام بالواو، وذلك (باب كِسْرة)، فإنه يجمع (على كِسَِرات - بالفتح والكسر -) للإتباع⁣(⁣٤)، وكذا نحو: قِنْيَة يقال فيه: قِنَِيَات - بفتح العين وكسرها -.

  (والمعتل العين) ولا تكون عينه إلا ياء، أصلية كانت نحو: بِيْعَة، أو منقلبة


(١) البيت لذي الرمة، واستشهد به على تسكين عين جمع فَعْلَة صحيح العين للضرورة، وفي نسخ المناهل «أتت»، و «رقصات» - بالقاف والصاد -، وأنشده الزمخشري في أساس البلاغة: «أبت»، و «رفضات» - بالفاء والضاد - قال: من رفضت الإبل إذا تفرقت في المرعى. وكذا في شرح الرضي للشافية والكافية: أبت ورفضات.

(٢) بالتحريك والقلب. تمت.

(٣) البيت ينسب لأحد الهذليين، والشاهد فيه: فتح الياء من «بيضات» عند هذيل، يقول: جملي في سرعة سيره كالظليم - أي: ذكر النعام - الذي له بيضات، يسير ليلاً ونهاراً ليصل إليها. والرائح: من الرواح، وهو الذهاب. والمتأوب: من تأوب، إذا جاء أول الليل. والرفيق بمسح المنكبين: هو العالم بتحريكهما في السير. والسبوح: حسن الجري. تمت. من شرح التصريح على التوضيح.

(٤) قوله: «للإتباع» عائد إلى الكسر فقط.