وفاته
  تحركت وانفتح ما قبلها تقلب ألفاً؛ فقد حكمنا بقولنا: تقلب ألفاً على كلي وهو الواو المتحركة المنفتح ما قبلها، وهذه الواو لها جزئيات وهي: واو عصا، ودعا، وغزا، وغيرها، وقد علم من الحكم على الكلي أنها تقلب ألفاً.
  والكلم: اسم جنسٍ للكلمة(١).
  والأبنية: جمع بناء، والمرادُ من بناءِ الكلمة ووزنِها وصيغتِها: هيئتُها التي(٢) يمكن أن يشاركها فيها غيرها، وهي(٣):
  عدد حروفها المرتبة، وحركاتها(٤) المعينة، وسكونها، كل في موضعه، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية كذلك(٥). فـ «رَجُلٌ» مثلاً على هيئة وصفة يشاركه فيها «عَضُد» وهي كونه على ثلاثة أحرف أولها مفتوح وثانيها مضموم.
  وأما الحرف الأخير فلا تعتبر حركاته وسكونه في البنا؛ فرجلٌ ورجلاً ورجلٍ على بناءٍ واحد، وكذا جَمَلٌ على بناء ضَرَبَ.
  فبقيد الإمكان يدخل فيه(٦) مثل: الْحِبُك، فإنه على هيئة يمكن أن يشاركه فيها غيره وإن لم يوجد.
  وبقيد الترتيب لا يكون (أيس) على وزن (يئس) كما سيأتي إن شاء الله تعالى، بل الأول (عَفِلَ)، والثاني (فَعِلَ).
(١) معرفة المضاف من حيث هو مضاف تتوقف على معرفة المضاف إليه، فإذا احتاجا إلى بيان كان الأولى تقديم المضاف إليه؛ فلذلك قدم بيان الكلم على بيان الأبنية، وبيان الأبنية على بيان الأحوال. تمت. منه والله أعلم ونسأله الإعانة والتوفيق آمين.
(٢) إنما زاد هذا القيد بأجمعه أعني قوله: التي يمكن أن يشاركها ... إلخ لتخرج من الهيئة ما ليست مقصودة هنا، مثلاً كون الكلمة من حروف القلقلة كطبخ فإنها هيئة ولا يمكن أن يشاركها فيها غيرها، فأراد إخراج نحو ذلك من الهيئة. نبه على ذلك شيخنا حماه الله، قال في الأم: تمت. من خط العلامة حسن سيلان والله أعلم.
(٣) أي: الهيئة.
(٤) عطف على عدد، لا على حروفها، فإن المادة نفس الحروف مجردة عن الحركات، والهيئة ما انضم إلى ذلك من التركيب المخصوص على الهيئة المخصوصة. تمت. منقولة عن الرضي.
(٥) أي: كل في موضعه.
(٦) أي: في تعريف البناء. والحِبُك: الطرق. تمت.