المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان ما يضعف وما لا يضعف من الأصول]

صفحة 300 - الجزء 1

  (ولا) أي: وليس شيء مما فيه حرف اللين (بذي زيادة لأحد حرفي اللين) من غير قصد التكرير في نحو: صيصية؛ (لدفع التحكم) أي: الحكم بغير دليل، إذ ليس أحدهما أولى بالأصالة أو الزيادة من الآخر، ولا يمكن الحكم بزيادتهما معاً؛ لئلا تبقى الكلمة على حرفين.

  وفيه: أن تجويز الأمرين يدفع التحكم، فالأولى أن يقال: للزوم كونه من باب يين⁣(⁣١) أو سلس القليلين.

  (وكذا سلسبيل خماسي على الأكثر)؛ لما عرفت من عدم جواز تكرير الفاء وحدها، ومن عدم جواز التكرير مع الفصل بأصلي.

  وقال الفراء: هو فعْفَلِيل، فهو يخالفهم في الموضعين، أعني أنه يجوز التكرير في الفاء وحدها، ويجوِّز التكرير مع الفاصل الأصلي.

  (وقال الكوفيون: زلزل) مكرر الفاء؛ لأنه مأخوذ (من زل)، فوزنه: فعفل، (وصرصر) مكرر الفاء أيضاً؛ لأنه (من صر، ودمدم(⁣٢)) كذلك؛ لأنه (من دم؛ لاتفاق المعنى) أي: بشهادة الاشتقاق، وهو أقوى ما يعرف به الزائد من الأصلي، فهم يقولون: يجوز تكرير الفاء وحدها مع الفصل بحرف أصلي في مثله⁣(⁣٣) مما يفهم منه المعنى بسقوط ثالثه.

  واعلم أنه لم يظهر لكون الفصل بالأصلي يمنع التكرير في غير الفاء وجه فلينظر فيه⁣(⁣٤).


(١) عبارة ركن الدين: لو جعلت الأولى زائدة لصار مثل صيصية من باب «يين»، أي: باب ما يكون فاؤه وعينه حرفاً واحداً؛ لأن الصاد الأولى فاء والصاد الثانية عين حينئذ، وباب يين قليل، واليين: اسم مكان، ولو جعلت الياء الثانية زائدة صار من باب «سلس» أي: من باب ما يكون فاؤه ولامه من حرف واحد؛ لأن الصاد الأولى فاء والياء الأولى عين والصاد الثانية لام، وباب سلس أيضاً قليل؛ ولأجل هذا حكم على صيصية بأنها فعللة، وعلى قوقيت وضوضيت بأنها فعللت لا فعليت ولا فعلوت، وأن اللام الثانية واو قلبت ياء لوقوعها رابعة. تمت. منه ¦.

(٢) صر: صوَّت، ودم: هلك. تمت. جاربردي

(٣) أي: في مثل: زلزل وصرصر مما بقي بعد سقوط الثالث مناسباً للمعنى الذي كان قبل سقوط ثالثه مناسبة قريبة، وأما ما لا يفهم منه ذلك كالبلبال والخلخال فلا يرتكبون ذلك فيه. تمت. رضي. والبلبال: الهم ووسواس الصدر. تمت. رضي

(٤) قيل: وكذا في الفاء، وأما منع تضعيف الفاء مع الفصل بزائد فوجهه ظاهر؛ لأن الزائد =