[العلامات التي يعرف بها القلب]
  وإلى الثانية بقوله: (وبأمثلة اشتقاقه) أي: يعرف القلب أيضاً بالكلمات المشتقة مما اشتق منه المقلوب (كالجاه) فإن «توجه» و «أوجهته» و «الوجاهة» و «وجَّه» مشتقة من الوجه، فيكون الجاه - أيضاً - مشتقاً منه، وأصله «وَجْهٌ» فقدمت الجيم على الواو، ثم قلبت الواو ألفاً؛ قيل: لأنه لما غُير بالتقديم غُير بالقلب. ولا يبعد أن يقال: إنها لما قدمت الجيم على الواو حركت الجيم بالفتح؛ لتعذر الابتداء بها ساكنة، والفتح أخف، وبقيت الواو مفتوحة كما كانت قبل، فقلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار جاهاً على وزن عَفْل.
  (والحادي) في مثل قولهم: الحادي عشر - أيضاً - مقلوب عن الواحد، أخِّرت الواو التي هي فاء الكلمة إلى موضع اللام، ثم أُخِّرت الألف التي بعدها عن الحاء التي هي عين الكلمة؛ لعدم إمكان الابتداء بها، فصار: الحادِو كالضارِب، ثم قلبت الواو ياءً لانكسار ما قبلها، فصار الحادي بزنة العالف. ويورد في المعاياة: أيُّ كلمةٍ إعرابها على فائها؟ ويجاب بالمقلوب كالحادي. والقلب فيه عرف بأمثلة اشتقاقه؛ فإن «التوحّد» و «التوحيد» و «الواحد» مشتقة من «الوحدة» اشتقاق الحادي منها.
  (والقِسِيُّ) أيضاً مما يعرف فيه القلب بأمثلة الاشتقاق، فإن «الأقواس» و «تقوس» و «استقوس» و «التقويس» مشتقة(١) من «القوس» اشتقاق القُسي منه، فهو جمع قَوْسٍ، مقلوب من قُووس: كفَلْس وفُلُوس، جعلت اللام موضع العين، والعين موضع اللام(٢)، فصار قُسُوّاً، ثم قلبت كل من الواوين ياءً، وأدغمت
(١) أي: متصلة به كاتصال القسي به، وإلا فهو جنس؛ إذ الاشتقاق اشتقاقان: أكبر وأصغر، فالأكبر اتصال كلمة بأخرى ولو في أسماء الأجناس وأصغر كما في الاشتقاق من الأفعال. تمت. من خط السيد صلاح بن حسين الأخفش ¦.
(٢) لكراهتهم اجتماع الضمتين والواوين، فحصل قسوّ على وزن فلوع، قلبت الواو المتطرفة ياء فصار قسوياً، اجتمعت الواو والياء والسابق ساكن قلبت الواو ياء وأدغمت فيها. تمت. جار. قوله: «قلبت الواو المتطرفة ياء»، أي: لتطرفها في جمع وانضمام ما قبلها، قالوا: ولا أثر للمدة الفاصلة [أي: بين =