المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب العين إذا كانت ياء]

صفحة 80 - الجزء 2

  في قوله تعالى: {تِلْكَ إِذًا (قِسْمَةٌ ضِيزَى ٢٢}) [النجم] أي: جائرة، من ضاز⁣(⁣١)، إذا جار.

  (وكذا) تقلب الضمة كسرة لتسلم الياء فيما كان على فُعْلٍ أو فُعْلان⁣(⁣٢) من (باب بيض) يعني جمع أفعل وفُعلى، وذلك لثقل الجمع. وقد تترك في باب «بيض» الضمة بحالها فتقلب الياء واواً؛ وذلك لخفة الوزن.

  (واختلف في غير ذلك) أي: في غير فعلى والجمع، سواء كان على فُعْل - كما إذا بنيت على وزن بُرْدٍ من البيع - أو على غير وزن فعل (فقال سيبويه: القياس الثاني) وهو قلب الضمة كسرة لتسلم الياء. ولا تقلب الياء واواً؛ لأن الأول أقل تغييراً (فنحو: مضُوفة) وهي الشدة، بقلب الياء واواً لضم ما قبلها؛ إذ أصلها مَضْيُفة، من الضيافة؛ لأنه يحتاج في دفعها⁣(⁣٣) إلى انضياف بعض إلى بعض، فنقلت الضمة إلى الضاد، وقلبت الياء واواً (شاذٌ عنده) والقياس: مَضِيْفَة - بكسر الضاد - لتسلم الياء.

  (ونحو: مَعِيْشَة يجوز) عنده (أن تكون مَفْعِلة) بالكسر فنقلت الكسرة إلى الفاء⁣(⁣٤) (و) يجوز أن تكون (مَفْعُلة) بالضم فنقلت الضمة إلى ما قبلها ثم قلبت كسرة.

  (وقال الأخفش: القياس الأول) وهو قلب الياء واواً لتسلم الضمة؛ مستدلاً باتفاقهم على قلب الياء إذا كانت فاءً واواً لضم ما قبلها نحو: موسر.

  وأجيب بأن ذلك⁣(⁣٥) للبعد من الطرف، بخلاف ما إذا كانت الياء قريبة من الطرف كما فيما نحن فيه. (فمضوفة) بقلب الياء واواً (قياس عنده، ومَعِيْشَة)


(١) في الحكم. ركن.

(٢) فعل كبيض، وفعلان كبيضان.

(٣) أي: الشدة.

(٤) فلا تكون مما نحن فيه.

(٥) أي: قلب الياء إذا كانت فاء واوًا.