[أقسام المعتل من الثلاثي]
  (و) المعتل (بالعين) يقال له: (أجوف(١)) لأن اعتلاله في جوفه، أي: وسطه، (و) يقال له أيضاً: (ذو الثلاثة) اعتباراً بأول ألفاظ(٢) الماضي؛ لأن الغالب في اصطلاحهم أنهم إذا صرّفوا الماضي أو المضارع ابتدأوا بحكاية النفس نحو: ضربْتُ؛ لأن نفس المتكلم أقرب الأشياء إليه، والحكاية عن النفس من الأجوف على ثلاثة أحرف غالباً(٣).
  (و) المعتل (باللام) يقال له: (منقوص) لنقصان حرفه الأخير للجزم والوقف(٤) مثلاً، نحو: لا تغز واغز، (و) يقال له أيضاً: (ذو الأربعة) لأنه يصير في أول ألفاظ الماضي - أعني الحكاية عن النفس - على أربعة كغزوت، مع أن فيه حرف العلة في محل التغيير(٥)، أعني الأخير، فلما لم يصر على ثلاثة مع ذلك كما صار الأجوف استغرب بقاؤه على أربعة(٦)؛ فسمي ذو الأربعة لذلك، بخلاف ضربت ووعدت(٧) فلا استغراب في كونهما على أربعة أحرف.
  (و) المعتل (بالفاء والعين) كويح ويوم(٨) (أو بالعين واللام) كقوي
(١) تشبيهاً بالشيء الذي له جوف من القصب والشجر ونحوهما؛ لأنه يذهب جوفه كثيراً نحو: قلت وبعت، وقل وبع، ولم يقل ولم يبع. تمت. نجم الدين والله أعلم
(٢) عبارة ركن الدين لكونه مع ضمير الفاعل المتحرك على ثلاثة أحرف في المتكلم والمخاطب المذكر والمؤنث نحو قلتَُِ وبعت بضم التاء وفتحها وكسرها. والله أعلم.
(٣) يخرج بقوله: «غالباً» نحو: عَوِر وحَوِل فإنه يصير على أربعة أحرف، لكن التسمية باعتبار الغالب. منه. وكذا قوي وخبي مما صحت عينه. مؤلف.
(٤) المراد بالوقف البناء، فهم يعبرون عنه بذلك في كثير من المواضع كما ستعرف ذلك، فاغز مثال له، فهو فعل أمر لا مضارع كما توهم.
(٥) أي: لما صار في الأجوف إلى ثلاثة أحرف، وحرف العلة في غير محل التغيير، ففي الناقص أولى بأن يصير على ثلاثة؛ لكون حرف العلة في محل التغيير، فاستغرب بقاؤه على أربعة فسمي بذلك. تمت.
(٦) قال نجم الدين: وناقص لا باعتبار لما سيجيء في باب الإعراب لأنه سمي هناك منقوصاً لنقصان إعرابه وسمي هنا منقوصاً لنقصان الاسم. تمت. والله أعلم وأحكم
(٧) جواب عن سؤال مقدر، وتوجيهه أن يقال: إذا كان سبب تسمية الناقص: «ذا الأربعة» كونه على أربعة أحرف إذا أخبرت عن نفسك يجب أن يكون ضربت ووعدت ناقصاً لكونهما على أربعة أحرف إذا أخبرت عن نفسك. ابن جماعة. وعدم الاستغراب لكون ضربت صحيحاً، ووعدت لكون حرف العلة ليس في محل التغيير.
(٨) ولا يبنى منه فعل. جاربردي