المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال اللام]

صفحة 100 - الجزء 2

  الفعل، وألف التثنية في الاسم.

  ولَمَّا كان وجهُ اشتراط هذا الشرط - لزيادته⁣(⁣١) على ما علم في العين من اشتراط الأولين⁣(⁣٢) محتاجاً⁣(⁣٣) - إلى البيان بينه⁣(⁣٤) بقوله: (للإلباس) لو قلبتا ألفاً؛ إذ تحذف الألف الأولى لالتقاء الساكنين فيحصل اللبس في نحو: غزوا ورميا بالمبني للواحد، وفي نحو تخشيان بالمبني للواحد في حال النصب⁣(⁣٥).

  وفي نحو: عصيان وفتيان في حال الإضافة؛ لسقوط النون. وهذا الإلباس لا يحصل في العين نحو: إقامة واستقامة، فلذلك شرط هذا الشرط في اللام فقط.

  (و) بخلاف ما بعد الواو والياء فيه موجب للفتح من صيغة الأمر، أعني (اخشيا ونحوه) كارضيا، فإنهما لا يقلبان فيه ألفاً وإن لم يؤد ذلك إلى لبس؛ إذ كنت تقول في المثنى: اخشا وارضا بالألف، وفي المفرد بحذفها (لأنه من باب) المضارع الذي يؤدي الإعلال فيه إلى اللبس نحو: (لن تخشيا) إذ مثال الأمر هو المضارع بحذف حرف المضارعة.

  (و) بخلاف ما اتصل به موجب الفتح من نون التأكيد، أعني نحو: (اخشينَّ) يا زيد، وهل تخشينَّ يا عمرو؟ فلا قلب فيه (لشبهه) أعني ما فيه نون التأكيد مع غير الضمير البارز (بذلك) أي: بما فيه ألف الضمير؛ لما قرر في الكافية من أنهما⁣(⁣٦) معه كالمتصل، يعني كألف الضمير، فلا تقلب فيه اللام وإن لم يؤد إلى اللبس.

  وقال الرضي: إنما لم تقلب في «اخشين» لعروض حركة الياء لأجل النون،


(١) تعليل لقوله: «محتاجا» مقدم عليه، فهو من تقديم العلة على المعلول.

(٢) التحرك والانفتاح.

(٣) خبر كان.

(٤) جواب لَمَّا.

(٥) إذ كنت تقول في تخشيان: لن تخشى بحذف النون للناصب، والألف لالتقاء الساكنين، وكذلك تقول للمفرد: لن تخشى، وأما في حال الجزم فإن الألف تحذف من المفرد للجزم وتبقى في تخشيان للجزم بحذف النون فيبقى لن تخشى فلا لبس.

(٦) أي: نون التأكيد الخفيفة والثقيلة.