المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال الواو والياء لامين بالإسكان]

صفحة 117 - الجزء 2

  ما إن رأيت ولا أرى في مدتي ... كجواريٍ يلعبن في الصحراءِ⁣(⁣١)

  (كالسكون) فإنه شاذ (في النصب) أما الواو فكقوله:

  وإني وإن كنت ابن سيد عامر ... وفارسها المشهور في كل موكب

  فما سودتني عامر عن وراثة ... أبى الله أن أسموْ بأم ولا أبِ⁣(⁣٢)

  وأما الياء في الفعل فكقوله:

  فآليت لا أرثي لها من كلالةٍ ... ولا مِرْوَحي حتى تُلاقيْ محمداً⁣(⁣٣)

  وأما في الاسم فكقوله:

  ولو أن واشٍ باليمامة داره ... وداري بأقصى حضرموت اهتدى ليا⁣(⁣٤)

  (والإثبات) أي: وكالإثبات فإنه شاذ (فيهما) أي: في الواو والياء (وفي الألف) أيضاً (في حال الجزم).

  أما الواو فكقوله:

  هجوت زبّان ثم جئت معتذراً ... من هجو زبان لم تهجو ولم تدع⁣(⁣٥)

  وأما الياء فكقوله:

  ألم يأتيك والأنباء تَنْمِي ... بما لاقت لبون بني زياد⁣(⁣٦)

  فيُقدر في الضرورة الضمة في الواو والياء ليحذفها الجازم؛ لأن الجازم لا بد له


(١) البيت لأبي صدقة الديري. والاستشهاد بالبيت في قوله: «كجواري»، حيث حرك الياء بالكسر شذوذًا.

(٢) البيت لعامر بن الطفيل العامري. وسودتني: جعلتني سيدا، وعامر: اسم قبيلة. والشاهد فيه «أسمو»، حيث سكن الواو في حال النصب شذوذًا.

(٣) البيت للأعشى. والاستشهاد به على قوله: «تلاقي»، حيث سكن الياء في حال النصب شذوذًا.

(٤) البيت لمجنون ليلى. والاستشهاد به في قوله: «واش»، حيث سكن الياء في حال النصب شذوذًا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين.

(٥) البيت ينسب لأبي عمرو بن العلاء، وزبان صفة له. والاستشهاد بالبيت على إثبات الواو في «تهجو» في حال الجزم شذوذًا.

(٦) البيت لقيس بن زهير العبسي. والاستشهاد به في قوله: «يأتيك» حيث أثبت الياء في حال الجزم شذوذًا.