[إبدال الجيم]
  أيضاً يزداد القرب بالشدة؛ فبينت بإبدالها جيماً في الوقف؛ إذ فيه يخفى الحرف الموقوف عليه (وهو) مع ذلك (شاذ).
  وقد تبدل في غير الوقف، قال أبو النجم:
  كأن في أذنابهن الشُّوَّل ... من عبس الصيف قرون الأجَّل(١)
  (ومن غير المشددة) في الوقف (نحو:
  لاهم إن كنت قبلت حجَّتجْ) ... ..........................
  أي: حجتي، وكذا فيما بعده، أعني قوله:
  فلا يزال شاحج يأتيك بج ... أقمر نهّات ينزي وفرتِجْ(٢)
  أي: يأتيك بي، ووفرتي، وهو (أشذ) من إبدالها من المشددة؛ لفوات التشديد الذي به مزيد القرب.
  (وفي) غير الوقف، كما في قوله:
  ...................... ... (حتى إذا ما أمسجت وأمسجا(٣))
(١) البيتان من مشطور الرجز لأبي النجم العجلي، والضمير في «أذنابهن» للإبل. والشول: جمع شائل، من شالت الناقة بذنبها تشول، إذا رفعته للقاح وقد انقطع منها اللبن. والعبس - بفتحتين -: ما يعلق بأذناب الإبل من أبعارها وأبوالها فيجف عليها، وأضافه إلى الصيف لأنه يكون في ذلك الوقت أجف وأيبس. والإجل - بكسر الهمزة وضمها مع تشديد الجيم مفتوحة -: الوعل. والاستشهاد بالبيت في قوله: «الأجل»، حيث أبدل الياء المشددة جيما في غير الوقف. من حواشي شرح الرضي.
(٢) أنشد أبو زيد هذه الأبيات في نوادره لبعض أهل اليمن. والشاحج: البغل أو الحمار، والأقمر: الأبيض، والنهات: النهاق، وبج: يريد: بي، وينزي: يحرك، ووفرتج: يريد به وفرتي، فأبدل الياء جيمًا، والوفرة - بفتح فسكون -: الشعر إلى شحمة الأذن. والاستشهاد بالبيت على قلب الياء الخفيفة جيمًا.
(٣) هذا بيت من الرجز المشطور لم يوقف على قائله، ونسبه بعضهم إلى العجاج، واختلفوا في الضمير في قوله: «أمسجت وأمسجا»، فقيل: هما عائدان إلى أتان وعير، وقيل: هما عائدان إلى نعامة وظليم، ويريد بقوله: «أمسجت وأمسجا»: أمست وأمسى، إلا أنه ردهما إلى أصلهما، وهو أمسيت وأمسيا، ثم أبدل الياء جيما. والاستشهاد بالبيت في قوله: «أمسجت وأمسجا»، حيث أبدل الياء المخففة جيما في غير الوقف.