[ما يمتنع فيه الإدغام]
  نعم، يعلم امتناعه في الألف من قوله سابقاً: لتعذره، لكنه سيق لتعليل عدم وجوب الإدغام فيه، فلم يكن مقصوداً بالذات.
  (و) يمتنع أيضاً (عند سكون الثاني) من المثلين (لغير الوقف) وذلك بأن يسكن للبناء أو للجزم، سواء كان المثلان في كلمة (نحو: ضللتُ) أو في كلمتين (و) ذلك نحو: (رسول الحسن)؛ إذ لو أدغم الأول فيه لوجب تحريكه وهو واجب السكون. وقوله: «لغير الوقف» لما عرفت من أن سكون الوقف كالحركة.
  (وتميم تدغم) جوازاً ما كان سكون الثاني فيه للجزم أو ما في حكمه (نحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ) لأن أصل الحرف الثاني فيه الحركة وإن انتفت بالعارض، وهو الجزم والوقف الذي في حكمه. وإذا أدغم حرك الثاني كما تقدم في باب التقاء الساكنين.
  (و) يمتنع الإدغام أيضاً (عند الإلحاق واللبس بزنة أخرى) فالإلحاق (نحو: قردد) إذ هو ملحق بجعفر (و) اللبس نحو: (شرر) جنس شَرَرَة(١)؛ إذ لو أدغم لالتبس بفعْل ساكن العين، ونحو: قُوْوِل كما تقدم.
  واعلم أن ظاهر إطلاق المصنف أن لا يدغم شيء من الاسم الثلاثي المتحرك العين - إذ اللبس بالساكن حاصل في الجميع كما لا يخفى، بخلاف الفعل؛ إذ لا لبس فيه بساكن العين؛ لعدم كونه من أبنية الفعل - وليس كذلك، بل يدغم منه(٢) ما كان على: فَعِل - بفتح الفاء وكسر العين - نحو: رجل صَبٌّ(٣)، أصله: صبِب، وكذا طَبٌّ(٤)، أصله: طَبِب، أو على: فَعُل - بفتح الفاء
(١) الشرر: ما يتطاير من النار، الواحدة شررة. صحاح معنى.
(٢) أي: من الاسم الثلاثي.
(٣) أي: عاشق مشتاق.
(٤) أي: عالم.