المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الإدغام في المتقاربين]

صفحة 157 - الجزء 2

  وإنما يختلف بالجهارة واللين⁣(⁣١)، ولا أثر لهما في اختلاف الحروف؛ لأن الحرف الواحد قد يكون مجهوراً وخفياً، فلولا اختلاف مواضع تكوُّن الحروف في اللسان والحلق وغيرهما لم تختلف الحروف.

  ثم ذكر ترتيب الحروف في المخارج مبتدياً بما يكون من أقصى الحلق، وتدرج إلى أن ختم بما مخرجه الشفة، وقدم الأدخل في كل مخرج فالأدخل على ما هو الظاهر فقال:

  (فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق) أي: أبعده عن الفم.

  (وللعين والحاء) المهملتين (وسطه).

  (وللغين والخاء) المعجمتين (أدناه) إلى الفم، وهو رأس الحلق.

  (وللقاف أقصى اللسان) أي: أبعده عن الشفة (وما فوقه) أي: فوق ذلك الأقصى (من الحنك).

  (وللكاف منهما) أي: من اللسان والحنك (ما يليهما) أي: ما يقرب من الأقصى وما فوقه إلى خارج الفم.

  (وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما فوقه من الحنك).

  (وللضاد) المعجمة (أول إحدى حافتيه) الحافة: الجانب، وللسان حافتان من أصله إلى رأسه كحافتي الوادي. ويريد بأول الحافة ما يلي أصل اللسان، وبآخر الحافة ما يلي رأسه. (وما يليها) أي: تلك الحافة (من الأضراس) وقال: «إحدى حافتي اللسان» لأن بعض الناس يخرجها من الجانب الأيمن - وهو الأكثر على ما يؤذن به كلام سيبويه، وصرح به السيرافي - وبعضهم يخرجها من الجانب الأيسر. ويقال للضاد: طويل؛ لأنه من أقصى الحافة إلى أدنى الحافة، وهو أول مخرج اللام، فاستغرق أكثر الحافة.


(١) صوابه: «والخفاء».