[أبنية الرباعي]
  وسيبويه يرويه بضم الدال كبُرثُن. والحق ثبوته(١)؛ لما حكى الفراء من طُحْلَب(٢) وبُرْقَع، وإن كان المشهور فيهما الضم، لكن النقل لا يُرَدُّ وإن كان المنقول غير مشهور مع ثقة الناقل.
  فإن قيل: لا نسلم انحصار أبنية الرباعي في الخمسة أو الستة؛ لأنه قد ثبت جَنَدِل لموضع فيه الحجارة - بفتح الفاء والعين، وكسر اللام الأولى -، وعُلَبِط للغليظ من اللبن وغيره - بضم الفاء، وفتح العين، وكسر اللام الأولى -.
  قلنا: أجاب عنه المصنف بقوله: (وأما جَنَدِل(٣) وعُلَبِط(٤) فتوالي الحركات) الأربع في كلمة واحدة المستكره عندهم؛ ومن ثمة سكنوا لازم ضربت (حَمَلَهما) يعني أوجب حملهما (على) أنهما ليسا ببنائين للرباعي، بل هما في الأصل من المزيد فيه، أعني (باب جَنَادل وعُلابِط) فقصرا بحذف الألف، وكذا «هُدَبِد» للبن الحامض مقصور من هُدابِد، و «دُوَدِم» مقصور من دوادم(٥).
  (وللخماسي أربعة)، والقسمة تقتضي مائة واثنين وتسعين، حاصلة من ضرب ثلاث حالات الفاء في أربع حالات العين تصير اثني عشر، تضربها في أربع حالات اللام الأولى تصير ثمانية وأربعين، تضربها في أربع حالات اللام الثانية تصير مائة واثنين وتسعين، اقتصر منها على أربعة(٦)، وسقط الباقي
(١) والحق ثبوته؛ لأنهم يقولون: ما لي عنه عُنْدَد، أي: بُد، والدال الثانية للإلحاق وإلا لوجب الإدغام، فوجب ثبوت فُعلل ليكون ملحقاً به، وأيضاً ذكر المصنف في إعلال العين أنه صح عُلْيَب لمحافظة الإلحاق، وهذا يدل على ثبوته. تمت. جار والله أعلم
(٢) وهو الأخضر الذي يعلو الماء.
(٣) وجعله الفراء وأبو علي فرعاً على فَعَلِيل وأصله جنديل، واختاره ابن مالك؛ لأن جَندلاً مفرد فتفريعه على المفرد أولى. من الألفية. أي: وأما جنادل فهو جمع على فعالل.
(٤) قال نجم الدين: قال سيبويه: الدليل على أن هُدَبِداً وعُلَبِطاً مقصورا هُدَابِد وعُلابِط أنك لا تجد فُعَلِلاً إلا ويروى فيه فعالِل كعلابط وهدابد ودوادم في دُوَدِم. انظر شرح الرضي ج ١/ ص ٣٨.
(٥) الدودم والدودام: شيء شبه الدم يخرج من شجر السمر.
(٦) وقد ذكر ابن السراج مثالاً خامساً وهو هُنْدَلِعْ لبقلة. وفيه نظر؛ لاحتمال أن يكون رباعياً ونونه زائدة ووزنه فُنْعَلِل. تمت. حاشية ابن جماعة.