الناسخ والمنسوخ من القرآن الكريم،

عبد الله بن الحسين الرسي (المتوفى: 300 هـ)

[الأسارى]

صفحة 115 - الجزء 2

  ثم قدم المدينة فمنَّ على أبي العاص وغيره⁣(⁣١)، وفادى أناساً آخرين ممن بقي معه من الأسارى، ثم كان أيضاً يوم نزل اليهود بعد المحاصرة لهم على حكم سعد بن معاذ⁣(⁣٢) منه أن استعبد وقتل ومنَّ على الزبير بن ملطا⁣(⁣٣) وذلك أن ثابت بن قيس بن شماس كلم رسول الله ÷ فيه، فمنَّ عليه حتى اختار هو القتل وكره الحياة بعد أصحابه، فقتل، وكذلك فعل في غزوة المريسيع⁣(⁣٤)، وهي التي سبي فيها بني المصطلق من خزاعة [٢٤ ب - أ] ومنَّ عليهم ولم يقتل منهم أحداً، وكذلك يوم خيبر نفذت أحكامه بالمن والقتل، وكذلك يوم فتح مكة قتل هلال بن خطل، ومقبس بن صبابة⁣(⁣٥) وغيرهما ومَنَّ على الباقين، وقتل يوم خيبر ابن أبي الحقيق [٨٣ ب - ب] لما كتموا أموالهم ونقضوا ما كان أعطاهم من العهد، أمر بضرب أعناقهم ولم يَمُن على أحد منهم، وكذلك يوم حنين⁣(⁣٦) ضم جميع هوازن، وما كان معهم، فلما أن قدم وفدهم وكلمته السعدية التي قد كانت أرضعته أو رضع منها⁣(⁣٧) مَنَّ على جميعهم وأعطاهم من غنائم حنين المؤلفة،


(١) هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف والد أمامة التي كان يحملها النبي ÷ في صلاته، أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر. انظر: أسد الغابة (٥/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، سير أعلام النبلاء (١/ ٣٣٠ - ٣٣٤).

(٢) هو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، أبو عمرو الأنصاري، البدري الذي اهتز العرش لموته. انظر: سير أعلام النبلاء (١/ ٢٧٩ - ٢٩٧).

(٣) ورد في الأصل: الزبير بن ملطا. والصحيح ما أثبتناه. انظر: السيرة النبوية لابن هشام (٣/ ٢٥٣ - ٢٥٤).

(٤) هي غزوة المريسيع وقد غزاها الرسول ÷ في شعبان سنة خمس من الهجرة، قيل: إن بني المصطلق من خزاعة، من حلفاء بني مُدلج كانوا ينزلون على بئرهم يقال لها: المرييع، بينها وبين الفرع نحو من يوم. انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد. (٢/ ٤٨ - ٥٠).

(٥) هلال بن خطل، ومقيس بن صبابة وردت في الأصل: هلال بن خطل، ومقيس بن معاله.

هلال بن خطل: الأصح أنه عبد الله بن هلال بن خطل الأدرمي، وهو أحد الستة الذين أمر الرسول بقتلهم، وهم عكرمة بن أبي جهل، وهبار بن الأسود، وعبد الله بن أبي سعد بن أبي سراح، ومقيس بن صبابة الليثي، والحوبرت بن نقيذ، وقد أدخل اسم عبد الله، على الأول وتصحيح اسم الأخير؛ إذ لعله تصحيف. والله أعلم.

وابن أبي الحقيق: هو سَلام بن أبي الحقيق، وهو أبو رافع. وهو الذي حزب الأحزاب على الرسول. انظر: السيرة النبوية لابن هشام. (٣/ ٢٨٦ - ٢٨٨).

(٦) هي غزوة هوازن وقعت في شوال سنة (٨) من الهجرة. وحنين وادٍ بينه وبين مكة ثلاث ليالٍ. انظر: طبقات ابن سعد (٢/ ١١٤ - ١١٩).

(٧) هي حليمة بنت أبي ذؤيب - عبد الله بن الحارث بن شجنه بن جابر السعدي البكري الهوازني - من أمهات النبي ÷ في الرضاع، كانت زوجة الحارث بن عبد العزى السعدي من بادية الحديبية، قدمت مع زوجها =